مقتطفات | متى يبلغ العبد حقيقة الإيمان؟ | د. يوسف خطار

بسم الله الرحمن الرحيم

  • عن أنس بن مالك قال أن رسول الله ﷺ قال: «لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يخزن من لسانه» – ينبغي أن يفكر قبل أن يتكلم، هل هذه الكلمة ترضي الله أم لا ترضي الله – عزاه في الجامع الصغير إلى الطبراني في الأوسط والصغير، وإلى الضياء في المختارة، ورمز في صحته.

إذا كانت الأحاديث لها أسانيد نقول (أخرجه) ونقول (رواه)، وإذا لم يكن لها أسانيد نقول (أورده، عزاه، ذكره)، مثلاً: في الأربعين النووية نقول (أورده)، لكن في صحيح البخاري نقول (أخرجه) لوجود الأسانيد، أما الأسانيد غير موجودة كرياض الصالحين فنقول (أورده) الإمام النووي ذكره في الأربعين النووية، (عزاه) السيوطي في الجامع الصغير.

  • قال العلامة المناوي ونقل أيضاً عن الحافظ ابن حجر ان المراد بالحقيقة هنا الكمال أي كمال الإيمان، وقال – أي المناوي – في قوله ﷺ (حتى يخزن من لسان): أي يجعل فمه خزانة للسانه، فلا يفتحه إلا بمفتاح إذْنِ الله تعالى – أي ما أذِنَ الله به شرعاً، لا يتكلم كلمة إلا أذِنَ الله، هل هذا يرضي الله أم لا يرضي الله، هل هذه الكلمة خير أو ليست خيراً – قال و (من) للتبعيض: أي يخزن من لسانه ما كان باطلاً أو لغواً عاطلاً، فيخزنه من الباطل خوف العقاب، ويخزنه من اللغو والهذيان، وكثير من المباح خوف العقاب: أي فيتباعد عن كثرة الكلام المباح حذراً أن يزلّ لسانه فيقع في حرامٍ أو مكروه، كما جاء في الحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجه عن عطية السعديّ عن النبي ﷺ «لايبلغ العبدُ أَنْ يَكُونَ منَ المُتَّقِينَ حَتَّى يَدَعَ مالا بَأْس بِهِ حَذراً لما بِهِ بَأْسٌ» – دع ما يريبك إلى ما لا يريبك- وفي رواية «لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس».