مقتطفات | من آمن عن دليل وعجز عن تقريره أو عن رد شبهه، هل إيمانه كافٍ؟ | د. علي العمري

بسم الله الرحمن الرحيم

 

  • التصديق أن الله قديم (هذه القضية كان عليها دليل)، العامي كان جازماً بأن الله قديم، وكان دليله على أن الله سبحانه وتعالى قديم، أنه لو لم يكن قديماً لما كان إلهاً، هل هذا دليل؟ نعم هذا بالتأكيد دليل.
  • هل العامي يستطيع تقرير هذا الدليل (بأنه لماذا لا يكون إلهاً) لأنه يؤدي إلى دور أو تسلسل؟ العامي لايعرف هذا. (إذن هو عرف الدليل لكنه عاجز عن تقريره).

لو انتقلنا إلى مرحلة أخرى:

  • فهم العامي هذا الدليل وعرف تقريره، ثم جاءه رجل وقال له من قال لك أن التسلسل مستحيل!
  • هل التسلسل مستحيل؟
  • في الرياضات هل التسلسل مستحيل؟ نعم في الرياضيات مستحيل، لأن مفهوم التسلسل الرياضي غير مفهوم التسلسل الكلامي ولكن هذه من باب المغالطات التي يغالطها المعاصرون، فمفهوم (الـ مالا نهاية) في الرياضيات هي (الـ ما لا نهاية النسبية وليست المطلقة) لأن الـ ما لا نهاية المطلقة هي مفهوم فلسفي وليس مفهوماً رياضياً أصلاً.

ولكن لو كان الإنسان لا يعرف هذا التفريق فقال لك:

– أثبت جورج كنتور أن في الرياضيات (الـ ما لا نهاية) ممكنة، ورسالة الدكتوراه لجروج كنتور كانت (الـ ما لا نهاية وتطبيقاتها في الإلهيات)، فهذه شبهة، هل يستطيع العامي الرد على هذه الشبهة؟ أكيد لن يستطيع.

فإذن خلاصة الأمر:

  • الدليل الجملي: هو ما كان فيه الإنسان عاجزاً عن تقريره، أو ردّ شبهه، أو عن كليهما. (دليل جملي: يعني بالجملة).

هذا الدليل هل هو كافٍ في الإيمان أم لا؟ بلا خلافٍ بين العلماء أنه كافٍ.

إذن من قال (أن وجوب النظر وجوب فروع، والمقلد آثم مطلقاً) قال ذلك لأن الدليل الجملي كافٍ، ومقدور لأي أحد من الناس.

هل هناك إنسان ليس فيه أهلية للدليل الجملي؟ الأصل أن هذا لا يوجد، وإن وُجد (أنه غير قادر أصلاً حتى على الدليل الجملي) ربما لا يكون مكلفاً أصلاً..