مقتطفات | من آداب المعلم مع تلاميذه (1) | الشيخ إسماعيل المجذوب

 

  • ومن آداب المعلم في تعليمه:

1- أن يحرص على تأديب المتعلم

(يعني هو يعلم من تعلم منه، يربيه ويوجهه بالتدرج بالآداب والشيم التي يرضاها الله ).

فالنووي رحمه الله يذكّر المعلم أن ينبّه طلابه إلى أن يكونوا مخلصين، فبالإخلاص تتفتّح أنواع المعارف، بالإخلاص ينشرح الصدر، بالإخلاص يبارك الله لهم بالعلم، بالإخلاص يوفقهم الله للصواب في أقوالهم وأفعالهم.

 

2- ينبغي للمعلم أن يرغّب تلاميذَه في العلم، ويذكّرهم بفضائله، ويبيّن لهم أنّ العلماء ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

 

3- أن يعطف على تلاميذه ويحنو عليهم، ويعتني بمصالحهم كما يعتني بمصالح نفسه وأولاده، فيعامل تلاميذه كما يعامل أبناءه.

 

4- يحبّ لتلاميذه ما يحب لنفسه، وإذا كان الإسلام يعلمنا أن يكون المؤمن محباً لأخيه كما يحب لنفسه، فمن باب أولى المعلم أن يحب لتلاميذه ما يحب لنفسه.

روى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال «أكرمُ الناسِ عَلَيَّ: جليسي الذي يتخطّى الناس حتى يجلسَ إليّ، لو استطعت ألاّ يقع الذباب عليه لفعلت».

 

5- أن يكون سَمِحَاً لبذل العلم لكل طالب علم، ويكون مُتَلطِّفاً في إفادته للطلاب، ولا يصح أن يدّخر العلمَ إذا كانوا أهلاً له.

 

6- أن يتواضع ويلين لهم، ولا يتعظّم عليهم، هذا أدبٌ أدّبَ الله به سيدنا محمد ﷺ سيد المعلمين، فقال ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الحجر، 88].

ورى الإمام مسلم عن عياض بن حِمار عن رسول الله ﷺ قال «إنّ الله أوحى إليّ أن تواضعوا».

ورى الإمام مسلم عن رسول الله ﷺ قال «ما نَقَصَت صدقةٌ من مال، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلاّ عزّاً، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله عز وجل».

هذا في التواضع للناس، فكيف في التواضع لطلاب العلم!

 

7- وينبغي أن يتفقّدهم ويسأل عن من غاب منهم، وأن يُفهِم كل واحدٍ بحسب فهمه، ويخاطب كل واحدٍ على قدر درجته.

 

8- أن يذكُر الأحكام التي تحتاج إلى توضيح بأن يوضحها بالأمثلة، ويذكُر دلائلها، ويبيّن في العلم الضعيف من الأحكام والروايات لألاّ يُغترّ به، فيقول مثلاً: استدلوا بهذا، وهذا الاستدلال ضعيف والصواب كذا، والدليل الأقوى كذا… ويبيّن ما يتعلق بالعلم من الأصول واللغات، وإذا مرّ معه كلام أحد المصنِّفِين وكان خطأً يقول: قال فلان كذا وكذا وهذا خطأ، والصواب كذا وكذا.

 

9- أن يعلم طلاب العلم القواعد العلمية التي لا تنخَرِم غالباً.