مقتطفات | مقدمات الشروع في العلم داخلة في حقيقة العلم أم خارجة عنه؟ | د. علي العمري

بسم الله الرحمن الرحيم

هنا بدأ الإمام في أول مباحث علم الكلام، وهذا يتعلق بشيء أيضا من الأمور المهمة لطالب العلوم عموماً أن يعرفها، وهي ما تسمى بمقدمات العلم.

لاحظوا أن مقدمات العلم تُطلق بمعنيين:

  • هناك ما يسمى (بمقدمات التصور للعلم) التي تعرفونها تسمى: (مقدمات الشروع في العلم) مبادئ كل فنٍّ عشرة. وبالمناسبة في عدّها عشرة تكلّف شديد، الأصل فيها ثلاثة – التعريف والموضوع والثمرة – ما عدا هذا لا يتوقف الشروع على معرفته.

ولكن هذه الأمور أن تعرف تعريف العلم، أن تعرف موضوعه، أن تعرف ثمرته، هل هذه الأمور الثلاثة داخلة في حقيقة العلم أم خارجة عنه؟ قولاً واحداً خارجة عنه؛ لأن تعريف العلم ليس جزءاً من العلم، بل أنا بعد أن أعرف مسائل العلم أنتزع في ذهني تعريفاً له، هذا ليس داخلاً في حقيقته. فهذه تسمى مقدمات الشروع، هدفها أن تتصور العلم قبل الشروع فيه حتى يصح أن تتطلبه، في الدرس الماضي قلنا تتصور أهل السنة والجماعة أولاً ثم تطلب الانتساب إليهم، كذلك مقدمات الشروع في العلم.

  • هناك أمر آخر هو: (مقدمات التصديق بالعلم) أو بمعنى أدقّ (مقدمات التصديق بمسائل العلم) بمعنى أن كل علمٍ من العلوم هو مجموعة مسائل، هذه المسائل المطلوب منك كطالب علم تصورها أم التصديق بها؟ التصديق بها، لا يطلب منك فقط تصورها.

لو تكلمنا الآن في التوحيد: هل أنت الآن تطلب دليل الوحدانية لتتصور أن الله واحد، أم لتصدِّقَ بأنّ الله واحد؟ للتصديق.

لذلك (القسم الثاني) هذا الذي قال المحققون أنه يلحق بالعلم تغليباً، يعني سيُتَعامل مع هذا القسم أنه جزءٌ من العلم وليس خارجً عنه كمقدمات التصور، ومن هذا القسم ما ذكر هنا الإمام السنوسي وهو أقسام الحكم العقلي..