مقتطفات | محبة رسول ﷺ ومعرفته تتجلى بمعرفة سنته | فضيلة الشيخ د. محمود المصري

بسم الله الرحمن الرحيم

  • ومن هنا كان حرص الصحابة على نقل دقائق حياة النبي ﷺ، ولا يوجد رجلٌ في تاريخ البشرية نقلت دقائق حياته مثل رسول الله ﷺ، لم ينقلوا فقط الأحكام الشرعية والمعاملات وو.. وإنما كل شؤون رسول الله ﷺ كانت محلّ اهتمامهم، في طعامه وشرابه وقيامه وقعوده، في كل صغيرة تتعلق في شأنٍ من شؤونه ﷺ من أجل أن يتحقق التّأسّي به، والذي وجّهَنا به القرآن الكريم، ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب، 21].

لذلك نرى قصص الصحابة كيف كانوا يفرِّغون أنفسهم لصُحبة رسول الله ﷺ كما كان يفعل أهل الصُّفة، بل كما كان يفعل كل الناس، حتى المشغول في الأسباب الدنيوية.

كما روى لنا سيدنا عمر رضي الله عنه، يقول (كنت أنا وجارٌ لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول على رسول الله ﷺ، فينزل يوماً وأنزل يوماً، فإذا نزلت جئته خبر ذلك اليوم من الوحي، وإذا نزل فعل مثل ذلك).

  • الفائدة الرابعة من تعلم الحديث الشريف:
    هي معرفة رشول الله ﷺ، يقول الله تعالى ﴿أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ﴾ [المؤمنون، 69]، قال العلماء هذا في معنى التّقبيح والتّوبيخ، نعى الله عزوجل على أولئك الذين لا يعرفون رسولهم.
    فالسنة هي التي تعرفنا برسول الله ﷺ، فإذا عرفناه أحببناه، وقد أمرنا بمحبة النبي ﷺ وكان ذلك من علامات الإيمان، كما قال رسول الله ﷺ:«لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» كما في الصحيحين.

  • من هنا تأتي الفائدة الخامسة من تعلم الحديث الشريف:
    هي محبة رسول الله ﷺ إذا عرفت هديه أحببته، وإذا عرفته خُلُقه أحببته، وإذا عرفت سيرته أحبتته، وإذا عرفت شفقته ورحمته بالمؤمنين أحببته، وكل هذا توصلك إليه معرفة سنة الله ﷺ..