مقتطفات| ما فائدة دراسة الحديث الشريف؟| د. محمود المصري

لماذا نحن ندرس الحديث ولماذا ندرس مصطلح الحديث؟

الصحابة رضي الله عنهم حرصوا على نشر هدي النبي ﷺ في أصقاع الأرض، وانتشروا في البلاد يبلّغون عن رسول الله ﷺ هذا الدين، وبفضلهم وصل هذا الدين إلينا، وبفضل نقلهم لحديث النبي ﷺ إلينا.

فلماذا كان هذا الحرص الشديد؟      

  • الفائدة الأولى لدراسة الحديث:

إن هذا الحديث هو مبيِّن لكتاب الله عزوجل، مما لا شكّ فيه أن القرآن الكريم – الكتاب الذي أنزله الله تعالى لهداية البشر – ﴿ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة، 2]، هدىً: الهداية المجملة في هذا الكتاب لابد من بيانها من أجل الوصول إلى غاية مقاصدها، فكان ذلك وظيفة السنة النبوية، وعبّر عن ذلك القرآن الكريم بقوله تعالى ﴿لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل، 44]، فيكون موقع السنة من القرآن الكريم هو موقع المُبيِّن من المُبيَّن، فبدون السنة لا يمكن أن نتوصل لما يريده منّا القرآن الكريم.

روى السّخاوي رحمه الله عن ابن عساكر أبياتاً في هذا المعنى:

واظِب على جَـمعِ الحديثِ وكَـتْبِـهِ

واجْـهَد على تصحيحِـه في كُـتْـبِـهِ

واسْمَعْـهُ مِـن أَربَـابِـه نَـقْـلًا كــما

سَمِعُـوهُ مِن أَشياخِهـمْ تَسْـعَـدْ بِـهِ

واعْـرِفْ ثِـقَاتِ رُواتِـهِ مِن غيرِهِم

كَـيْـمَـا تُـمَـيِّـزَ صِدْقَـهُ مِن كَـذْبِـهِ

فَـهُـوَ الـمُـفَـسِّـرُ لِلكِتَابِ و إنَّـمـا

نَـطَـق النَّـبِـيُّ لـنا بِـهِ عـن رَبِّـــهِ

هذا مهم جداً:

فَـهُـوَ الـمُـفَـسِّـرُ لِلكِتَابِ و إنَّـمـا…نَـطَـق النَّـبِـيُّ لـنا بِـهِ عـن رَبِّـــهِ، الله عزوجل يقول: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم، 3-4]، لذلك العلماء سموا حديث النبي ﷺ بالوحي غير المتلو – القرآن الكريم هو الوحي المتلو وحديث النبي ﷺ الوحي غير المتلو – المعنى من الله عزوجل واللفظ من رسول الله ﷺ.