مقتطفات | لا يرضى العاقل بترك المعرفة | د. علي العمري

 

  • وفي الحديث عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ «تكون فتنة في آخر الزمان، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً إلا من أجاره الله بالعلم».

نسأل الله أن يجيرنا بذلك، هذا هو السند، هذا هو الباب، كل من طلب باباً غيرالعلم لحصول الإيمان في آخر الزمان الذي نعيشه فسعيه في خسارة.

  • قال وبالجملة فالاحتياط في الأمور هو أحسن ما يسلكه العاقل، لاسيما في هذا الأمر الذي هو رأس المال – يعني الإيمان هو رأس المال – وعليه ينبني كل خير، فكيف يرضى كل ذو همة أن يرتكب منه ما يكدّر مشربه من التقليد المختلف فيه ويترك المعرفة والتعلم للنظر الصحيح الذي يأمن معه من كل مَخُوف – يعني في الآخرة – ثم يلتحق معه بدرجة علماء الداخلين في سلك قوله تعالى: ﴿شهد الله انه لا اله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط﴾، فلا يتقاصر عن هذه المرتبة المأمونة الزكية إلا ذو نفس ساقطة وهمة خسيسة.

إذن ترك التقليد ثمرته أولاً كما قال يأمن معه مخوف، لأن المقلد في الآخرة أمره في شك، لأن المقلد  في الآخرة هل قلّد شيئاً صحيحاً أم باطلاً، هو ماكان عنده دليل، اختار أن يقلد، فتقليده بكونه دون دليل هو يظن أن تقليده مطابق لنفس الأمر، هذا الظن صحيح أم لا! متى يعرف! يعرف في الآخرة والعياذ بالله، فتخيلوا الآن إنساناً رضي على نفسه التقليد في الدنيا حتى وإن كان النظر ليس واجباً، مجرد أن تترك نفسك متقلبة إلى القيامة لتعلم هل أنت من أهل الجنة أم من أهل النار (طبعاً الجنة والنار بفضل الله تعالى وعدله، ولكن أنك سلكت طريق الجنة أو سلكت طريق النار) لن تعلم هذا إلا في لحظة الحساب، فكما قال هذا لا يكون من صاحب همة سليمة، هذا إنسان خسيس الطبع، ويكفيك مع هذا أنك ستلتحق بركب من قال ﴿شهد الله انه لا اله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط﴾ فسَتُنسَبُ إلى الله والملائكة إذا تركتَ التقليد.