مقتطفات | النعم المعنوية أعظم من الحسية | د. علي العمري

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يقول هنا تعليقاً على قول الإمام السنوسي في مضلّات الفتن:

  • أي من الفتن المضلّة، والفتن جمع فتنة، وهي الأمر الذي يمتحن اللهُ به عبده، مثال: كما إذا كان الشخص عالماً يحقق العلوم وليس عنده ما يأكله، ويجدَ الجهلةَ متنعّمين بالمآكل والملابس الفاخرة، فإن هذه فتنة مضلة، لأنه ربما أوقعت غير الموّفق في الضلال، وأما الموفق فلا يَضلُّ، بل يقول إنّ نِعَمَ اللهِ قسمان: معنوية وهي (العلم) لأن اللذة به معنوية، وحسية (التي نشعر بها)، فالمولى أعطى النعم المعنوية للعلماء، وأعطى النعم الحسية لغيرهم، فالمعنوية أعظم من الحسية.

كما إذا كان الشخص عالماً يحقق العلوم – في مرتبة عالية – وليس عنده ما يأكله – هذه فتنة، أن تجدَ عالماً محققاً لا يملك قوت يومه، فتنة للعوام وليس للعالم، لأنك عندما تنظر في حاله قد تظنّ أن العلم لن يكون شيئاً عظيماً فتفتن، هذا محلّ ابتلاء – ويجدَ – يعني العامي – الجهلةَ متنعمين بالمآكل والملابس الفاخرة، فإن هذه فتنة مضلة، لأنه ربما أوقعت غير الموّفق في الضلال – من المقصود في الكلام؟ العوام، ماجهة وقوعهم في الضلال؟ عدم التوفق، لماذا غير موفقين؟ مافهموا معنى النعمة فسُلِبوا التوفيق، فظنوا أن النعمة ما كان حسّيّاً فقط وغفلوا عن النعمة العظمى وهي النعمة المعنوية، أعظم النعم ما كان معنوياً، وأخسّها وادناها ما كان حسّيّاً – وأما الموفق فلا يَضلُّ، بل يقول إنّ نِعَمَ اللهِ قسمان: معنوية وهي (العلم) لأن اللذة به معنوية، وحسية (التي نشعر بها)، فالمولى أعطى النعم المعنوية للعلماء، وأعطى النعم الحسية لغيرهم، فالمعنوية أعظم من الحسية – ولذلك كان يَرِدُ في دعاء الصالحين أنهم يسألون الله سبحانه وتعالى أن يكون هناك طلب علم في الجنة؛ لأنهم نظروا في نعيم الجنة أغلبه نِعَم حسية، فسألوا الله سبحانه وتعالى طلب العلم، طبعاً الجنة فيها أعظم نعيم معنوي وهو رؤية الله سبحانه وتعالى؛ لأن رؤية ربنا جلّ جلاله ليست نعمة حسية؛ لأن الله ليس محسوساً، بل هي نعمة معنوية. نسأله سبحانه وتعالى ألا يحرمنا منها…