مقتطفات | التفريق بين الحكم العادي والحكم العقلي هو نصف الطريق إلى حسن الاعتقاد | د. علي العمري

بسم الله الرحمن الرحيم

 

  • لو نظرنا حقيقة إلى أقسام الحكم العقلي هل هي جزء من علم الكلام؟

لا.. ولكن لا يحصل المقصد من علم الكلام – الذي هو التصديق بالمسائل – إلا إذا علمت الواجب والممكن والمستحيل والفرق بينهما؛ لأن مسائل هذا العلم: إثبات الواجبات لله، ونفي المسحيلات عن الله، فلا تستطيع أن تصدق بالإثبات ولا تصدق بالنفي حتى تعلم ما معنى النفي وما معنى الإثبات عقلاً… ولذلك هذه تسمى (مقدمات الشروع بالعلم).

وهذه المقدمات التي هي مقدمات التصديق بمسائل العلم، أول ما يُبحث فيه هو الأحكام العقلية، وهذه الأحكام العقلية من بعد الإمام السنوسي أصبح أهل السنة والجماعة دائماً ما يبدؤون كتبهم بهذه المقدمة تحديداً – عين المقدمة التي بدأ بها الإمام السنوسي – هذا الأمر لم يكن منتشراً قبل السنوسي، إذا نظرنا في كتب المتقدمين نجد أنها نادراً ما تذكر، لكن الإمام السنوسي في كل كتبه جعل بداية أي كتاب في الكلام هو توضيح التفريق بين الواجب والممكن والمستحيل؛ للسبب الذي ذكرناه أنه نظر في حال زمانه فوجد أن أغلب العقائد الفاسدة إنما ظهرت بسبب عدم التفريق بين الحكم العقلي والحكم العادي، فاعتبر أن مجرد التوضيح للتفريق بين الحكم العادي والحكم العقلي هو نصف الطريق إلى حسن الاعتقاد ولذلك اشترط على نفسه أن يبدأ دائماً في هذا الأمر..