سلسلة شعب الإيمان | الإيمان بالملائكة ج2 | المقالة السادسة | د. محمد فايز عوض

الإيمان بالملائكة – القسم الثاني

أعمالهم

 

          منهم الموكل بالوحي من الله إلى رسله عليهم الصلاة والسلام، وهو الروح الأمين، جبريل عليه السلام، كما في قوله : ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ۞ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ۞ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ [الشعراء، 193] ﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ[النحل، 102]

          ومنهم الموكل بالقطر وتصاريفه، يعني بالمطر وتصاريفه إلى حيث أمره الله ، وهو ميكائيل عليه السلام، وله مكانة علية، ومنزلة رفيعة، وله أعوان يفعلون ما يأمرهم به بأمر ربه، ويصرفون الرياح والسحاب كما يشاء الله ، وقد جاء في بعض الآثار: “ما من قطرة تنزل من السماء إلا ومعها ملك يقررها في موضعها من الأرض”

          وجاء في الحديث: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «بَيْنَا رَجُلٌ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ. فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ، فَإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ، فَتَتَبَّعَ الْمَاءَ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ، مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ. لِلِاسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ. فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ، لِمَ تَسْأَلُنِي عَنِ اسْمِي؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ لِاسْمِكَ، فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا؟ قَالَ: أَمَّا إِذْ قُلْتَ هَذَا فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِه، وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا، وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ» وسمع هذا الكلام «اسق حديقة فلان» والبشر لا حول لهم ولا طول ولا قوة ولا قدرة على إنزال المطر، إنما القادر عليه الرب ، عنده الخزائن.

          وجاء أيضاً أن ميكائيل يكيل المطر كما جاء ﴿وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ [الحجر، 21] والمطر آية من آيات الله وجوداً وعدماً، فوجوده بقدر الحاجة هو الغيث الذي تحيا بسببه البلاد والعباد، ووجود قدر زائد هو الفيضانات المدمرة، على ما يحتاجه البشر، وقلته عن قدرة حاجتهم الموت المحقق ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ. [الأنبياء، 30]

 

          ومن الملائكة الموكل بالصور، وهو إسرافيل عليه السلام، ينفخ فيه ثلاث نفخات أو نفختين على خلاف بين أهل العلم؛ لأن هناك نفخة يقال لها: نفخة الفزع ﴿وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ [النمل،87]

 ونفخة الصعق: ﴿فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ…. ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ [الزمر، 68]

ويذكر عن زرارة بن أوفى التابعي الجليل أنه سمع القارئ يقرأ هذه الآية فمات -رحمه الله- في صلاة الصبح، 

وهؤلاء الثلاثة هم الذين كان يذكرهم النبي في افتتاحه صلاة الليل، «اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك»

 

          ومن الملائكة الموكل بقبض الأرواح، وهو ملك الموت وأعوانه، وقد جاء في بعض الآثار تسمية ملك الموت عزرائيل، وأشار الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في البداية والنهاية أن هذه التسمية لم ترد في القرآن، ولا في الأحاديث الصحيحة، لكن جاءت في بعض الآثار أن اسمه عزرائيل، يقول الله : ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ[السجدة، 11]

وقال : ﴿حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ[الأنعام، 61]

﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ[الأنفال، 50]

 

          من الملائكة من وكل إليه حفظ العبد في حله وارتحاله، وفي نومه، وفي يقظته، وفي كل حالاته، وهم المعقبات ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ [الرعد ،11]

﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً. [الأنعام، 61]

 

          ومنهم الموكل بحفظ أعمال العباد من خير وشر، وهم الكرام الكاتبون، كما قال : ﴿أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ[الزخرف، 80]

وقال : ﴿إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ۞ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق، 18] فالذي عن يمينه يكتب الحسنات، والذي عن شماله يكتب السيئات، وذكر بعض العلماء أخذاً من الآية أن اسمهما: رقيب وعتيد ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ اسمهما: رقيب وعتيد، استدلالاً بالآية المذكورة، والصواب أنهما وصفان لا اسمان، ومعناهما: أنهما حاضران شاهدان لا يغيبان عن العبد.

 

          ومنهم الموكل بفتنة القبر الذي صحت به السنة النبوية عن النبي ، وجاءت تسميتهما بمنكر ونكير، واستفاض ذكرهما في سؤال القبر، لكن التسمية لا يثبتها كثير من أهل العلم.

 

          ومن الملائكة خزنة الجنة، وفي مقدمتهم رضوان عليه السلام، يقول الحافظ ابن كثير في البداية: ومنهم خازن الجنة يقال له: رضوان، جاء مصرحاً به في بعض الأحاديث.

 

          ومنهم خزنة جهنم وهم الزبانية، قال العلماء: ورؤوسهم تسعة عشر، ومقدمهم مالك، كما في قوله : ﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ. [الزخرف، 77]

 

          من الملائكة من وكل بالنطفة في الرحم، كما في حديث ابن مسعود الذي فيه الأطوار: «ثم يرسل إليه الملك فيؤمر بكتب رزقه وأجله وشقي أم سعيد».

 

           ومنهم حملة العرش كما قال : ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا [غافر، 7] ﴿وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ [الحاقة، 17] من الملائكة سياحون يتتبعون مجالس الذكر، وفي الحديث: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده»

 

          ومنهم أيضاً من يقف على أبواب الجوامع في الجمعة يكتبون من جاء إلى الجمعة الأول فالأول إلى أن يدخل الإمام، فإذا دخل الإمام طويت الصحف.

 

          ومنهم الموكل بالجبال كما جاء في الحديث الصحيح عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ ﷺ: «هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ قَالَ: لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ : إِنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ: ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الْأَخْشَبَيْنِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا. فهنا ملك موكل بالجبال، والله المستعان».

 

          ومنهم زوار البيت المعمور الذي أقسم الله تعالى به، وثبت ذلك في حديث المعراج و فيه «فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ قِيلَ مَنْ هَذَا قِيلَ: جِبْرِيلُ قِيلَ: مَنْ مَعَكَ قِيلَ: مُحَمَّدٌ قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ مَرْحَبًا بِهِ وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَأَتَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ مِنَ ابْنٍ وَنَبِيٍّ فَرُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ: هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ وهو بيت في السماء السابعة بحيال الكعبة، في مقابل الكعبة، لو سقط لوقع عليها، جاء في الأحاديث أن حرمة البيت المعمور في السماء كحرمة الكعبة في الأرض»

 

           ومنهم من لا يعلمه إلا الله : ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ [المدثر، 31]وهناك الحديث المخرج عند أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «قَالَ : قَرَأَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا [الإنسان، 1] حَتَّى خَتَمَهَا، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ، أَطَّتِ السَّمَاءُ، وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعٌ قَدْرَ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا مَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلهِ، وَاللهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي شَجَرَةٌ تُعْضَدُ»..

 

      • عـددهم:

           ولا شك أن الملائكة جمع غفير، وعدد كبير، لا يمكن إحصاؤهم ولا عدّهم، يعني إذا كانت النار يجاء بها يوم القيامة تقاد بسبعين ألف زمام، وكل زمام معه سبعون ألف ملك يقودونها، يعني كم يكون العدد؟ أربعة مليارات وتسعمائة مليون، هؤلاء فقط الذين يقودون النار، 

           البيت المعمور منذ أن أوجده الله يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه، وصار يومياً يدخله سبعون ألف منذ خلق الله السماوات والأرض أعداد مهولة،

 

      • والملائكة لهم منزلة عظيمة عند الله -جل وعلا-، إذن نستطيع أن نقول: الإيمان بالملائكة يثمر الآتي:

1- الإيمان بعظمة الله وقدرته الذي يخلق ملائكة من نور ذوي أجنحة مثنى وثلاث ورباع.

2- أن الإنسان ضعيف مسكين، ولكن الله وكل له ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه؛ تغطية لضعفه وشداً من أزره..

3- أن الإنسان يتذكر عندما يريد أن يعصي الله أن على يمينه وشماله ملائكة يكتبون سيئاته وحسناته، فإذا تذكر ذلك استحى من الله ومن ملائكته؛ ويدل لذلك قول النبي : «ألا استحي من رجل تستحي منه الملائكة…».

4- الصبر على طاعة الله، والشعور بالأنس والطمأنينة عندما يوقن المؤمن أن معه في هذا الكون الفسيح ألوفاً من الملائكة تقوم بطاعة الله على أحسن حال وأكمل شأن.

5- الانتباه إلى أن هذه الحياة فانية لا تدوم حين يتذكر ملك الموت المأمور بقبض الأرواح حين يتوفاه الله؛ ومن ثم فلا تستحق هذه الحياة الدنيا أن يشغل بها الإنسان عن الآخرة، ويكفيه منها المتاع الطيب الحلال الذي أباحه الله [18].

 

          وواجب على المؤمن تجاههم أن يتولاهم، أن يتولاهم بالحب والتعظيم المناسب، بحيث لا يصرف لهم شيء من حق الله -جل وعلا-، لكن عليه أن يجتنب كل ما من شأنه أن يؤذيهم، كالذنوب والمعاصي والصور، وأكل الثوم والبصل، واقتناء الكلاب، وما أشبه ذلك؛ لأن البيت الذي فيه كلب أو صورة لا تدخله الملائكة؛ لأنهم يتأذون بهذا، أكل الثوم والبصل يتأذى به بنو آدم ويتأذى به الملائكة، فهذه العلة في منعه بالنسبة للمصلي، وكذلك البصاق عن جهة اليمين تكريماً للملك كما جاء في الحديث الصحيح، وغير ذلك من حقوقهم التي ثبتت بها السنة، والله أعلم.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، سيدنا و نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.