سلسلة إرشاد الشباب | الموسم الأول ” الشباب والدين ” |المقالة الخامسة | أنظر عمَّن تأخذ دينك | الشيخ عبد السميع ياقتي

أنظر عمَّن تأخذ دينك

    الحمدُ لِلَّهِ رب العالمين، و الصلاة و السلام على سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أجمعينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ

في ظل التخبط الفكري و ضياع التخصص العلمي و عدم التثبت أو الصحة في النقل الشرعي في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كثر الوعاظ و المفتون و المفتونون بعلمهم ،و راح كل من هب و دب يدلي بدلوه و يتكلم برأيه فيما يعلم و فيما لا يعلم؛ أصبح لزاماً علينا تنبيه شبابنا و تحذيرهم -أولاً- من التأثر بما يطرح هنا وهناك ، و ثانياً دلالتهم و توجيههم إلى المراجع الحقيقية التي يؤخذ عنها الدين ..

فهذا هو محور هذه المقالة المتميزة و التي هي بعنوان ” أنظر عن من تأخذ دينك ” ضمن سلسلة إرشاد الشباب في موسمه الأول الذي يناقش قضايا الشباب و الدين 

قبل مناقشة هذا الموضوع المهم و الخطير هناك مقدمتان ضروريتان شديدتا الصلة بموضوعنا، لابد من الكلام عنهما

♦ المقدمة الأولى:

في أهمية طلب العلم في الإسلام و بيان مكانته في هذا الدين العظيم و بيان فضله و فضل العلماء العاملين الصادقين ، و الدعوة إلى اكتساب العلم و تحصيله و تلقيه عن أهله ،بشتى الطرق و المسالك الموصلة إليه مع العمل به و تناقله من جيل إلى جيل ، و النصوص القرآنية و الأحاديث في ذلك بلغت من الكثرة مبلغاً عظيماً

و لكن سأذكر حديثاً واحداً جمع كثيراً من المعاني و الدلائل و الفضائل في طلب العلم.

فعن سيدنا أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :”  من سلك طريقًا يطلُبُ فيه عِلمًا، سلك اللهُ به طريقًا من طرُقِ الجنَّةِ، والملائكةُ تضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العلمِ، وإنّ العالِمَ ليستغفرُ له من في السَّماواتِ ومن في الأرضِ، والِحيتانُ في الماءِ، وفضلُ العالِمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ، إنّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، إنّ الأنبياءَ لم يُورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وأَوْرثوا العلمَ، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافرٍ.

هذا الحديث أخرجه الحاكم وأصحاب السنن ومنهم أبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم

ولهذا الحديث قِصَّةٌ، حيثُ يقولُ كُثَيرُ بْنُ قَيْس- ويُقالُ: قَيسُ بنُ كَثيرٍ كما في رِوايةِ التِّرمذيِّ-: «كُنْتُ جالِسًا عند أبي الدَّرْدَاءِ في مَسْجِدِ دِمَشقَ، فأتاه رَجُلٌ، فقال: يا أبا الدَّرْداءَ، أتَيتُكَ من المَدينةِ- مَدينةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-؛ لِحديثٍ بَلَغَني أنَّكَ تُحدِّثُ به عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال أبو الدَّرداءِ رَضِي اللهُ عنه: «فَما جاءَ بِكَ تِجارةٌ؟»، قال الرَّجُلُ: «لا»، فقال أبو الدَّرداءِ: «ولا جاءَ بِكَ غَيرُه؟»، قال الرَّجُلُ: «لا»، فقال أبو الدَّرداءِ رضِيَ اللهُ عنه عِندَما عَرَفَ نِيَّةَ الرَّجُلِ، وأنَّ سَفرَه إنَّما كان لطَلَبِ العِلْم: «فَإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا» و ذكر الحديث.

♦ و أما المقدمة الثانية: فهي قضية الإسناد:

هذه العطية و المزية العظيمة التي اختص الله بها هذه الأمة و شرفها و ميزها عن غيرها من الأمم و هي السند المتصل، يقول الْخَطِيْب البغدادي في كتابه “شرف أصحاب الْحَدِيْث”  وقَدْ أسند الكلام إلى مُحَمَّد بن حاتم بن المظفر أنه قَالَ:  “إنّ الله كْرَمَ هَذِهِ الأمة وشرّفها وفضلها بالإسناد، وليس لأحد من الأمم كلها، قديمهم وحديثهم إسنادة…” (كتاب الموسوعة الحديثية ديوان الوقف السني صفحة 99)

فبهذا السند المتصل ، حفظ الله على هذه الأمة دينها و علمها ،و كيانها المستقل و منهجها المعتدل ، و بهذا السند المتصل وصل إلينا القرآن الكريم كما أنزل ، و به حفظ الله لنا السنة الشريفة و أوصلها إلينا نقية مما شابها أو خالطها من محاولات الكذب و الوضع و التحريف ، و به وصل إلينا علم السلف الصالح من الصحابة و التابعين و من بعدهم

فهذا السند المتصل هو بمثابة السلسلة أو الحبل الممدود الذي يربط آخر علماء الأمة بأولها و يجمعهم في سبحة واحدة ، لا ينضم إليها إلا من أخذ عن أهلها و مشى على نهجها ، وما عدا ذلك فأولئك هم المبتورون المنقطعون و إن تلبّسوا بلباس العلم و تكلموا بكلام أهله و كثر أتباعهم و مناصروهم.

و من هنا ندرك مكانة السند المتصل و موقعه في الأمة ، و قد عبر الإمام مسلم في صحيحه عن هذا المعنى و أهميته ، فوضع باباً كاملاً بعنوان “بَابُ بَيَانِ أَنَّ الْإِسْنَادَ مِنَ الدِّينِ” هكذا عنون به هذا الباب لأهميته ،فجعل الإسناد من الدين ثم ذكر سنده في هذا القول. فقال:

” وَحَدَّثَنِي ‌مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُهْزَاذَ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ ، قَالَ: سَمِعْتُ ‌عَبْدَانَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ‌عَبْدَ اللهِ بْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: « الْإِسْنَادُ مِنَ الدِّينِ، وَلَوْلَا الْإِسْنَادُ لَقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ».

وَقَالَ ‌مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ : حَدَّثَنِي ‌الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي رِزْمَةَ ، قَالَ: “سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ يَقُولُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْقَوَائِمُ، يَعْنِي: الْإِسْنَادَ.” (كتاب صحيح مسلم الطبعة التركية – باب بيان أن الإسناد من الدين 1\12)

بعد هاتين المقدمتين الضرورتين نعود إلى مناقشة موضوعنا :”أنظر عن من تأخذ دينك

و هنا لابد لنا أن نؤكد على أن هذا العلم الشريف إنما هو دين، كما أن الإسناد فيه دين، و كل ما يرتبط به فهو دين، و من هنا ندرك أهمية و خطورة تحري المصادر التي يؤخذ عنها.

يروي الإمام مسلم في صحيحه بسنده عَنْ ‌مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أنه قَالَ: « إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ ».

و عَنِ ‌ابْنِ سِيرِينَ أيضاً أنه قَالَ: « لَمْ يَكُونُوا يَسْأَلُونَ عَنِ الْإِسْنَادِ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ قَالُوا: سَمُّوا لَنَا رِجَالَكُمْ فَيُنْظَرُ إِلَى أَهْلِ السُّنَّةِ فَيُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ، وَيُنْظَرُ إِلَى أَهْلِ الْبِدَعِ فَلَا يُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ». (كتاب صحيح مسلم الطبعة التركية – باب بيان أن الإسناد من الدين 1\11)

و قال ابن أبي أويس: سمعت مالك بن أنس يقول: «إن هذا العلم هو لحمك ودمك، وعنه تسأل يوم القيامة، فانظر عمن تأخذه». (كتاب موطأ مالك رواية يحيى ت الأعظمي – منهج مالك في تحمل العلم صفات مشايخه ص 25)

ولذلك ورد التحذير الشديد من النبي صلى الله عليه و سلم من الاستماع إلى هؤلاء الأدعياء الذين يحدثون بكل ما يسمعون و الذين يأتون بالغرائب و العجائب في حديثهم

فعَنْ ‌أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ». (كتاب صحيح مسلم الطبعة التركية -8/1)

و يقول الإمام ‌مَالِكٌ : «اعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ يَسْلَمُ رَجُلٌ حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ، وَلَا يَكُونُ إِمَامًا أَبَدًا وَهُوَ يُحَدِّثُ بِكُلِّ مَا سَمِعَ». (كتاب صحيح مسلم الطبعة التركية -8/1)

وعَنْ ‌أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أيضاً ،عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:

« سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي أُنَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ »

وعنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

  (كتاب صحيح مسلم الطبعة التركية -9/1) .«يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ يَأْتُونَكُمْ مِنَ الْأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ لَا يُضِلُّونَكُمْ وَلَا يَفْتِنُونَكُمْ»

وعَنْ ‌مُجَاهِدٍ قَالَ:« جَاءَ بُشَيْرٌ الْعَدَوِيُّ إِلَى ‌ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُ وَيَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَا يَأْذَنُ -لا يستمع-لِحَدِيثِهِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، مَا لِي لَا أَرَاكَ تَسْمَعُ لِحَدِيثِي؟ أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا تَسْمَعُ! فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّا كُنَّا مَرَّةً إِذَا سَمِعْنَا رَجُلًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْتَدَرَتْهُ أَبْصَارُنَا، وَأَصْغَيْنَا إِلَيْهِ بِآذَانِنَا، فَلَمَّا رَكِبَ النَّاسُ الصَّعْبَ وَالذَّلُولَ لَمْ نَأْخُذْ مِنَ النَّاسِ إِلَّا مَا نَعْرِفُ». (كتاب صحيح مسلم ط التركية – باب في الضعفاء والكذابين ومن يرغب عن حديثهم 10/1)

♦ و الخلاصة: ما هي المصادر التي يجب علينا أن نتجنبها في تحصيل العلم و نقل المعلومات و الأخبار و غير ذلك ، أذكرها باختصار:

1 – العلم لا يؤخذ عن غير أهل الاختصاص وإن كانوا صالحين

يروي الإمام مسلم بسنده عَنِ ‌ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ ‌أَبِيهِ أنه قَالَ: « أَدْرَكْتُ بِالْمَدِينَةِ مِائَةً كُلُّهُمْ مَأْمُونٌ، مَا يُؤْخَذُ عَنْهُمُ الْحَدِيثُ، يُقَالُ: لَيْسَ مِنْ أَهْلِهِ». (كتاب صحيح مسلم ط التركية – باب في الضعفاء والكذابين ومن يرغب عن حديثهم 11/1)

و يقول الإمام مالك :” أدركت ببلدنا هذا – يعني المدينة المنورة – مشيخة، لهم فضل وصلاح وعبادة، يحدثون، فما كتبت عن أحد منهم حديثاً قط. فقيل له: لِمَ يا أبا عبد الله؟ قال: لأنهم لم يكونوا يعرفون ما يحدثون.” (كتاب موطأ مالك رواية يحيى ت الأعظمي – منهج مالك في تحمل العلم صفات مشايخه ص 25 )

2 – العلم لا يؤخذ عن أولئك الذين ليس لهم سند متصل بالشيوخ إلى النبي صلى الله عليه و سلم

3 – العلم لا يؤخذ عن الكتب و الصحف دون قراءتها على الشيوخ من أهل الاختصاص

4 – العلم لا يؤخذ عن الأهل و الأصدقاء و أولاد الجيران و غيرهم ممن ليسوا بعلماء

5 – العلم لا يؤخذ عن وسائل التواصل و المواقع غير المعروفة أو المتخصصة أو الموثوقة : فليس كل ما يتم تناقله و تداوله صحيح موثوق، و ليس كل من نقل و نشر صادق أو عالم أو مأمون ، لذلك كما سمعنا في حديث النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :« كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ .» فليس كل ما يسمع يقال ، و ليس كل ما يقال يسمع و أقول : ليس كل ما ينشر عبر هذه الوسائل ينقل ، و لا كل ما ينقل ينشر، و هذه مسؤولية و سيسال عنها صاحبها يوم القيامة لا ريب و يحاسب عليها فالحذر الحذر.

فاللجوء إلى هذه المصادر و أخذ العلم عنها سيثمر في صاحبه ثمرات خبيثة و ستظهر عليه الصفات التالية في الأعم الأغلب : 

1 – عدم وجود منهجية و تأصيل علمي صحيح

2 – التشتت و الضعف العلمي و عدم الانضباط المعرفي

3 – تسفيه أهل العلم الحقيقيين و التقليل من شأنهم و منهجهم و نتاجهم العلمي و ما قدموه للأمة و هذا قد يؤدي إلى التشكيك بالثوابت و ضرب المسلمات الدينية في العقيدة أوفي القرآن الكريم أو في السنة الشريفة كما نرى من التشكيك مثلاً بروايات سيدنا أبي هريرة أو التشكيك في صحيح البخاري و مسلم و غير ذلك

4 – التعصب الأعمى و التطرف الفكري و تفريق الأمة

5 – التصدر في المجالس و التكلم قبل التمكن

6 – التناقض بين القول و الفعل و بين العلم و العمل به

♦ و أخيراً فما هي المصادر الحقيقية الموثوقة لأخذ هذا الدين و هذا العلم الشريف؟

هو مصدر واحد: و هو الرجوع إلى العلماء الموثوقين و المشايخ الربانيين المتخصصين المجازين و المتصلين بالسند المتصل إلى النبي صلى الله عليه و سلم

و يكون ذلك عبر طرق و وسائل كثيرة ، منها -بعد إخلاص النية لله تعالى -:

1 – الحضور بين أيدي المشايخ و قراءة العلوم و الكتب عليهم في المساجد أو المدارس أو المعاهد أو الجامعات و الكليات الشرعية المعروفة أو في غيرها من الأماكن

2 – الحضور و المتابعة عبر منصات التعلم و التعليم الموثوقة التي تسير وفق منهج علمي منضبط و المشهود لها عند العلماء ، و من خير الأمثلة على ذلك مؤسسة سيكرز جايدنس العالمية للعلوم الشرعية

 

اللَّهُمَّ وَفِّقْنا إلى ما تحبُّ وترضَى، وخُذْ بِنَواصِينا إلى التقوى، واجْعلْنَا من عبادِكَ الصادقينَ العالمين العاملين المتقينَ الفائزينَ بجناتِ النعيمِ يا ربَّ العالمين.

و الحمد لله رب العالمين

و صلى الله و سلم على سيدنا محمد و على آله و أصحابه أجمعين