سلسلة أحكام الصيام وزكاة الفطر | المقالة الرابعة | د. خالد الخرسة



      •  تعريف الصوم وسبب وجوب صومه وشرط أدائه و صحته

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين  وعلى آله و صحبه أجمعين .

أما بعد :

فالصوم عبادة بدنية، كلَّف الله بها عباده لحكمة يعلمها، فتسكن به النفس الأمَّارة بإعراضها عن الفضول، لأنها إذا جاعت النفس شبعت جميع الأعضاء، فتنقبض اليد والرجل والعين والأذن وباقي الجوارح عن حركتها،  وعن الاشتغال بما لا يعنيها وإذا شبعت النفس بشهواتها وملذاتها جاعت الجوارح أي قويت على البطش والنظر وفعل ما لا ينبغي،  فبانقباضها يصفو القلب وتحصل المراقبة والمحافظة على أوامر الله ونواهيه.

– ومن حكم الصوم: العطف على المساكين بالإحساس بألم الجوع لمن هو وصفه أبداً فيحسن إليه، ولذا لا ينبغي الإفراط في السحور لمنعه الحكمة المقصودة.

– ومن حكم الصوم: الاتصاف بصفة الملائكة، فإنهم لا يأكلون ولا يشربون وهم لا يتركون العبادة، ولا يدخل الرياء في صوم الفرض لأنه إسقاط للواجب.

  • الصوم: هو الإمساك نهاراً عن إدخال شيء عمداً أو خطأ بطناً أو ما له حكم الباطن وعن شهوة الفرج بنية من أهله.
    • الإمساك: أي الامتناع ليحصل له أجر العمل بامتناعه نهاراً من الفجر الصادق إلى الغروب، عن إدخال شيء من أي منفذ سواء مما يؤكل عادة أو لا، عمداً أو خطأ كمن سبقه ماء المضمضة إلى حلقه، فالنسيان لا يفسد الصيام، بطناً من الفم أو الأنف أو الدبر أو الأذن أو جراحة في الباطن وتسمى جائفة، أو ما له حكم الباطن وهو الدماغ كدواء الآمَّة وهي جراحة وصلت إلى أم الدماغ.
    • بنية: لتمتاز العبادة عن العادة فقد يمسك عن الأكل على جري عادته أو حمية.
    • من أهله: احترازاً عن الحائض والنفساء والكافر والمجنون.

وسبب افتراض رمضان شهود جزء صالح للصوم منه  قال تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ [البقرة، 185] فمن شهد طلوع الفجر الصادق إلى قبيل الضحوة الكبرى لزمه الصيام.

– ولا بدّ من النية لصوم كل يوم، وتبدأ النية من بعد الغروب إلى قبيل الضحوة  ففي أي جزء منها وجدت صحَّ، وكل عمل يفعله بنية الاستعداد للصيام فهو نية كمن جهَّز المنبّه للقيام إلى السحور أو طلب إيقاظه فهو نية.

  • وصوم رمضان فرض أداء وقضاءً على من اجتمع فيه أربعة شروط، وهي شروط وجوب:
    1.  الإسلام. 
    2. العقل. 
    3. البلوغ.  
    4. العلم بالوجوب لمن أسلم بدار الحرب أو الكون بدار الإٍسلام فلا عذر له بالجهل. ويحصل العلم الموجب بإخبار رجلين عدلين، أو رجل و امرأتين مستورين، أو واحد عدل.
      والعدل: هو من لم يطعن عليه في بطن ولا فرج.


  • ويشترط لوجوب أدائه لتفريغ الذمة في وقته:
    1. الصحة من المرض، قال تعالى: ﴿فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا﴾ [البقرة، 184].
    2. والخلو من حيض ونفاس.
    3. والإقامة ﴿أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ[البقرة، 184].

  • ويشترط لصحة فعل الصيام ثلاثة شرائط:
    1. النية في وقتها لكل يوم.
    2. والخلو عما ينافي صحة فعله من حيض ونفاس لمنافاتهما إياه.
    3. والخلو عما يفسده بطروّه عليه.

  • ولا يشترط لصحته الخلو عن الجنابة؛ لقدرته على إزالتها و ضرورة حصولها ليلاً وطروّها نهاراً.


  • وركن الصوم: الكفُّ أي الإمساك والامتناع عن قضاء شهوتي البطن و الفرج.
  • وحكم الصيام: سقوط الواجب عن الذمة والثواب في الآخرة.