المقال العاشر من سلسلة فقه الطهارة للشيخ عمر حجازي – الحيض والنفاس

يقدم فضيلة الشيخ عمر حجازي شرحاً مبسطاً للفقه الحنفي، مقارناً في بعض المواقف بين أحكام المذهب الأساسية وأحكام الفقه الشافعي، ويعد الشرح مدخلاً مناسباً للمبتدئين في قراءة ودراسة الفقه، ولمن أراد الوقوف على أساسيات الدين وأحكام الشريعة.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أتكلم في هذا المقال عن الحيض والنفاس، وأتناول فيه النقاط الآتية:

أ – الحيض لغة وشرعا. ب – أقل الحيض وأكثره. ج – أقل الطهر وأكثره. د – ألوان الدم. ه – انقطاع الدم. و – ما يحرم بالحيض. ز – النفاس لغة وشرعا. ح – أقله وأكثره.


أ – الحيض لغة وشرعا:

الحيض لغة: السيلان. يقال: حاض الوادي، أي سال. وشرعا: دم يخرج من رحم امرأة لا بسبب ولادة.[1]


ب – أقل الحيض وأكثره:

أقل الحيض ثلاثة أيام ولياليها، وما نقص عن ذلك فهو استحاضة. وأكثر الحيض عشرة أيام ولياليها، وما زاد على ذلك فهو استحاضة.[2]


ج – أقل الطهر وأكثره:

أقل الطهر الذي يفصل بين الحيضتين خمسة عشر يوما، ولا حدَّ لأكثره.[3]


د – ألوان الدم:

كل الألوان التي تراها الحائض في مدة الحيض هي حيض، كالأسود والأحمر والأصفر، والكدر الذي يشبه الماء العكر، حتى ترى البياض الخالص.[4]


ه – انقطاع الدم:

له ثلاث حالات:

1 – أن ينقطع لأكثر الحيض: إذا انقطع الحيض لعشرة أيام فإنه يجوز للمرأة أن تصوم، ويجوز لزوجها أن يجامعها وإن لم تغتسل؛ لأنها صارت في حكم الجنب، لكن يستحب لزوجها أن لا يجامعها حتى تغتسل. أما الصلاة فلا تجوز بدون اغتسال؛ لأن من شروطها الطهارة.

2 – أن ينقطع لعادتها: كخمسة أيام أو سبعة أو تسعة، فلا يحل صومها ولا جماعها إلا بأحد شيئين:

  • أن تغتسل
  • أن يمضي عليها وقت صلاة حتى تصير الصلاة دينا في ذمتها، فتأخذ حكم الطاهرات. أما الصلاة فكما مر لا تجوز بدون طهارة.

3 – لأقل من عادتها: كأن تكون عادتها ستة أيام، فتطهر بعد أربعة أيام، فلا يحل جماعها احتياطا، وتغتسل وتصلي وتصوم احتياطا أيضا.[5]


و – ما يحرم بالحيض:

يحرم بالحيض الأمور الآتية:

1 – الصلاة والصوم. وتقضي الصوم دون الصلاة؛ للحرج، لأن الصلاة تتكرر في كل يوم بخلاف الصوم. 2 – دخول المسجد والطواف. 3 – أن يقربها زوجها فيما بين السرة والركبة إلا بحائل، أي ساتر يستر هذه المنطقة من جسدها. 4 – قراءة القرآن ومسه إلا بغلافه المنفصل عنه.[6]


ز – النفاس لغة وشرعا:

النفاس لغة: ولادة المرأة. وشرعا: الدم الخارج عقب الولد.


ح – أقل النفاس وأكثره:

لا حد لأقل النفاس، فقد يكون لحظة واحدة، أما أكثره فهو أربعون يوما ولياليها.

وأحكامه من حيث الانقطاع كأحكام الحيض في الحالات الثلاث المذكورة. ويحرم به ما يحرم بالحيض.[7]

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

____________________________________________

[1]انظر: الحصكفي، محمد علاء الدين، الدر المختار، ص 43.

[2]انظر: الغنيمي، عبد الغني، اللباب في شرح الكتاب /1/42/.

[3]انظر: الدر المختار، ص 43.

[4]انظر المرجعين السابقين.

[5]انظر: اللباب، /1/44/، وابن عابدين، محمد أمين، رد المحتار على الدر المختار/1/294 – 296/.

[6]انظر الدر وحاشيته /1/292/.

[7]انظر: اللباب /1/48/، والدر ص 45.