هل يمكنني تدريس القرآن رغم عدم حصولي على إجازة فيه؟

 يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى

السؤال

هل يمكنني تدريس القرآن رغم عدم حصولي على إجازة فيه؟

الجواب

 

                                             بسم الله الرحمن الرحيم

نعم يمكنك تعليم تجويد القرآن ما دمت متقناً لذلك ولا يشترط أن تكون حاصلاً على إجازة فيه.

ولا بد من توضيح بعض المسائل المتعلقة بالموضوع:
1- الإجازة في تعليم القرآن: هي شهادة تثبت مهارة الطالب وإتقانه، وتعني أيضاً أن التلميذ صار نسخةً عن أستاذه من ناحية الأداء والإتقان، فكأن الشيخ عندما يجيز تلميذه يقول له: أنت أصبحت قادراً على التعليم مثلي وإني أجيزك كما أجازني أشياخي وعلى نفس الشروط، لذلك لا يملك من لم يأخذ إجازة أن يجيز غيره؛ فإن فاقد الشيء لا يعطيه.
2- علم التجويد علم بسيط منتهٍ، وليس كغيره من العلوم الواسعة، ويستطيع المتعلم حِذْقَهُ نظرياً بفترة وجيزة، كما يستطيع التمكن فيه عملياً بفترة وجيزة أيضاً إذا وُجدت الرغبة والاستعداد، وهو ليس كعلم القراءات الذي يحتاج للتلقي من أفواه الشيوخ بطريق معتبر متعارف عليه بين أرباب الفن.
3- ما ينبغي لأحد أن يُعلِّم القرآن بغير الرواية الشائعة والمقروء بها في بلده دون أخذ إجازة من أهل الاختصاص؛ فرواية حفص عن عاصم مثلاً هي الرواية الشائعة في أغلب بلدان العالم، فلا يجوز لمن لم يأخذ إجازة في رواية خلف عن حمزة، أو رواية رويس عن يعقوب مثلاً، أن يعلم هذه الروايات  أو بعضها بل لا بد من تلقيها من أفواه الشيوخ قبل ذلك.
4-  على من يتصدر للتعليم – وهو ليس مجازاً من أهلها- أن يُبَيِّنَ ذلك لطلابه ولا يجوز له أن يدلِّس عليهم، فإنَّ أكثر الطلاب يبحث عن الشيخ المجاز لأخذ العلم عنه لتحقق الثقة به.
وأخيراً: كلُّ من صحح تلاوته للقرآن على أحد المتقنين فإنه يصحّ له تعليم غيره دون إجازة.
وأقول للسائل: إن أشرف ما تُصرف به الأوقات وتمضي به الأعمار تعلُّمُ وتعليم كتاب الله عز وجل،  لذلك فإني أنصحك أن تلزم شيخاً مجازاً تقرأ عليه القرآن وأحكام التجويد ويجيزك بذلك قبل أن تشتغل بتعليم غيرك، فهذا أفضل، وهو من إتقان العمل الذي أوصى به المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا ‌أَنْ ‌يُتْقِنَهُ».(1) والله أعلم.


(1): مسند أبي يعلى الموصلي (4386).    وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.