هل أعتبر سارقاً إذا دخلت الحافلة أو وسائل النقل العامة بدون تذكرة وبإذن سائق الحافلة؟

 يجيب عن السؤال الشيخ  محمد فايز عوض

السؤال

هل أعتبر سارقاً إذا دخلت الحافلة أو وسائل النقل العامة بدون تذكرة وبإذن سائق الحافلة؟

الجواب

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نهى الله تعالى عن أكل المال بالباطل، فقال: )وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ( [١٨٨]
وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من أخذ المال بغير حق، فقال صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَمَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ وَوَضَعَهُ فِي حَقِّهِ ، فَنِعْمَ الْمَعُونَةُ هُوَ ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ كَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ»([1]) .
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم:  «وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ ، فَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ مَا أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِينَ وَالْيَتِيمَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَإِنَّهُ مَنْ يَأْخُذُهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ ، كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ ، وَيَكُونُ شَهِيدًا عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»([2]) .
وركوب المواصلات العامة دون مقابل يعد من هذا القبيل، وهو نوع من الخيانة،وإن كان السائق يسمح بذلك لكونه موظفا في الشركة و ليس بمالك للحافلة أو غيرها من وسائل النقل
لكن لا يعتبر هذا من باب السرقة بل هو من باب أكل أموال الناس بالباطل لأنه لا ينطبق عليه تعريف السرقة و إن كان حراما فعله إذ السرقة في اللغة هي: أخذ الشيء من الغير خفية .
وفي الاصطلاح : هي أخذ العاقل البالغ نصابا محرزا ، أو ما قيمته نصاب ، ملكا للغير ، لا شبهة له فيه ، على وجه الخفية .([3])
نسأل الله أن يكرمنا بالرزق الحلال و يجنبنا المال الحرام و كسبه إنه سميع مجيب
والله أعلم.
________________________________________________________________

([1]) البخاري (1465) ومسلم (1052)

([2]) البخاري (921) ومسلم (1052)

([3])المهذب للشيرازي 2 / 277 ، نهاية المحتاج 7 / 439 ، والقليوبي وعميرة 4 / 186 ، والإقناع 4 / 274 ، وكشاف القناع 6 / 129 .

الشيخ محمد فايز عوض

هو الشيخ الدكتور محمد فايز عوض  من مواليد دمشق – سوريا 1965 

درس العلوم الشرعية في مساجد دمشق و معاهدها 

خريج الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1985

حائز على شهادة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية من الجامعة الإسلامية بهاولبور  في باكستان. 

له الخبرة الواسعة في وضع المناهج وتطوير التدريس للعديد من الدورات العلمية وإقامة دورات مكثفة.

درّس الفقه وأصوله وعلوم القرآن وتاريخ التشريع والفرائض وغيرها في عدة معاهد وجامعات مثل: معهد الفرقان للعلوم الشرعية، ومجمع الفتح الإسلامي في دمشق، 

مدرس في  جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية في اسطنول للعديد من المواد العربية و الشرعية

مدرس في عدد من المعاهد الشرعية في اسطنبول 

عضو رابطة علماء الشام، عضو مؤسسة زيد بن ثابت الأهلية، عضو رابطة العلماء السوريين، عضو المجلس العلمي لمركز الإيمان لتعليم السنة والقرآن..

من مشايخه الذين قرأ عليهم:

 والده الشيخ محمد محيي الدين عوض، والشيح محي الدين الكردي، والشيخ محمد كريّم راجح، والشيخ أسامة الرفاعي، والشيخ أيمن سويد، و الشيخ أحمد القلاش ، و الشيخ محمد عوامة ، والشيخ ممدوح جنيد.