مقتطفات | متى يصير الماء مستعملاً؟ | الشيخ محمود دحلا

بسم الله الرحمن الرحيم

  • متى يصير الماء مستعملاً؟

ويصير مستعملاً إذا انفصل عن العضو.

الحقيقة الصور ثلاثة: ننفي صورتين ونثبت الثالثة.

  • الصورة الأولى: عندما غسلت جزءاً من يدي، ثم انتقل الماء فغسل الجزء الثاني، ثم انتقل فغسل الجزء الثالث، فأنا استعمله، فعندما انتقل إلى الجزء الآخر من جسمي أنا أتوضأ بماء مستعمل، ثم الجزء الرابع ثم الخامس – من رؤوس الأصابع إلى المرفق – (هذا ساقط الاعتبار). 
  • الصورة الثانية: إذا انفصل.
  • الصورة الثالثة: انفصل وسال حتى استقر بمحل.

فمتى يحكم عليه بالاستعمال، بمجرد غسل جزء من العضو، أو عند الانفصال، أو بعد أن يستقر بمحل؟ 

  • قالوا: (سقوط حكم الاستعمال قبل الانفصال للضرورة ولا ضرورة بعده)، الأصل أنت عندما تغسل الجزء الثاني أنت تتوضأ بماء مستعمل ولكنه مطهر، لضرورة التطهير، وإلا أنت لا تستطيع أن تأتي بسرنغ أو بخاخ وتغسل كل جزء لوحده، فأنت لو غسلت جزءاً من يدك بماء استعملته في الجزء السابق هذا معفو عنه – لاعبرة له – لا نقول أنه مستعمل، أو مستعمل يجوز استعماله، قل ما شئت.
  • هناك قول: (لا يصير مستعملاً حتى يستقر بمحل): فلو أن شخصاً يتوضأ ونحن نتوضأ من أسفل أعضائه، على هذا القول يصح لأنه غير مستعمل لأنه لم يستقر بمحل، أما القول الراجح أنه يصير مستعملاً بمجرد انفصاله عن الجسد.
  • هناك عبارة للفقهاء: (ويصير مستعملاً كما انفصل):

كما: تدل على المفاجأ، يعني بمجرد الانفصال – حتى إذا قرأتم العبارة في كتاب آخر تعرفون المعنى – يصير مستعملاً كما انفصل.

قال في (نور الإيضاح) في تغسيل الميت: ويوضع كما مات على سريره، يعني بمجرد أن يموت الإنسان نضعه على السرير لأجل التغسيل، كما مات: أي بمجرد الموت – لا نتأخر في تغسيل الميت – فهنا كما للمفاجأة، يعني لأمر تريده بدون تأخير.