مقتطفات | الشكر من صفات الأنبياء وقليل من عبادي الشكور | د. يوسف خطار

أبو سعيد الخُدْرِيّ: هو سعد بن مالك الخزرجيّ الأنصاري، صحابي من صغار الصحابة وأحد المكثرين رواية الحديث النبوي، روى ما يقارب 1170 حديثاً، من أكثر الصحابة تفقّهاً، حدّثَ عنه ابن عمر وجابر وسعيد بن المسيب وعطاء بن اليسار وسعيد بن جبير والحسن البصري وغيرهم، توفي ؁ 74ﮪ ، دفن في البقيع رضي الله تعالى عنه.

الأشعث بن قيس: صحابيٌ من صحابة النبي ﷺ، أسلم عام الوفود، كان أحد ملوك كِنْدَة، غلب عليه لقب الأشعث، توفي ؁ 40ﮪ، دفن في الكوفة.

 

  • الشكر:

هو تسخير نِعَم الله في طاعته، قال الله ﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ[إبراهيم، 7]، وقال «أفلا أكون عبداً شكوراً» عندما كان يصلي طيلة الليل وأمنا عائشة رضي الله عنها تقول له يارسول الله إنّ الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، كان يقول أفلا أكون عبداً شكوراً.

قال الله في حق سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام ﴿إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا﴾ [الإسراء، 3]، وقال في حق سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ﴿شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ﴾ [النحل، 121]، وقال لآل داود ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا﴾ [سبأ، 13].

إذن الشكر من صفات الأنبياء والمرسلين، ومدح الله أهل الشكر فقال ﴿وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ [سبأ، 13].

  • الشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح:

– أما القلب: فقد قال «أربع من أُعْطِيَهُن فقد أُعطيَ خيرَ الدنيا والآحرة، قلباً شاكراً، ولساناً ذاكراً، وبدناً على البلاء صابراً، وامرأةً لا تبغيه حُوباً في نفسها وماله» رواه الطبراني في المعجم الأوسط بإسنادٍ جيد، (حُوباً): أي إثماً.

– والشكر باللسان: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [الضحى، 11].

– وأما الشكر بالجوارح: فقد قال تعالى ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا﴾ هنا شكراً تأتي حال بمعنى شاكرين، وتأتي مفعولاً لأجله، وتأتي مفعولاً به، وتأتي صفة للمفعول المطلق المحذوف (اعملوا آل داود عملاً شكراً، اعملوا آل داود شاكرين، اعملوا آل دواد لأجل الشكر).

شكر الله ﷻ من علامات أهل الصلاح والتقوى؛ لأن نِعَمَ الله لا تعدّ ولا تحصى ﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [النحل، 18]، لم يقل وإن تعدوا نِعَمَ بل قال نعمة؛ لأن النعمة الواحدة فيها نِعَم لا تعدّ ولا تحصى، سبحان من جعلنا نتكلم بقطعة لحم، ونسمع بعظم، وننظر بشحم، وفي كل شيء له آية تدّل على أنه الواحد ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ﴾ [الذاريات، 21]

فانظر إلى نفسك ثم انتقد، للعالم العلوي ثم السفلي تجد صنعاً بديع الحِكَم، لكن به قام دليل العدم.

إذا كنت في نعمة فارعها ** فإن المعاصي تزيل النِّعم

وداوم عليها بشكر الإله ** إن الإله سريع النِّقم