مقتطفات | الشكر الحقيقي العمل مع القول | د. يوسف خطار

 

قال ﷺ «من أسدى إليكم معروفاً فكافئوه…» 

من أسدى إليك معروفاً فقل جزاك الله خيراً، ومن قال جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء، لكن النبي قال «من أسدى إليكم معروفاً فكافئوه فإن لم تستطيعوا فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه» الإنسان يكافئه، فإن لم يستطع أن يكافئ ينتقل إلى الفكرة الآخرى.

فالعمل كما قال الله تعالى ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا[سبأ، 13]، لم يقل قولوا، الشكر باللسان هذه مرحلة جيدة، ولكن الأجود أن يتحوّل هذا الشكر من اللسان إلى العمل (إذا إنسان غني يملك المال ولا يزكّي ويقول الحمد لله والشكر لله، هذا يحتاج إلى أن يتصدّق) اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا يحتاج إلى العمل.

أما القول: أحياناً الإنسان يقول الحمد لله لكنه عنده المعاصي فعلى ماذا يقول الحمد لله! إذا قال الحمد لله وهو يعمل، نقول تحوّل الكلام إلى الفعل، فهنالك القول دون الفعل، وهنالك القول مع الفعل.

لذلك النبي ﷺ «ﺃﺭﺑﻊ ﻣﻦ ﺃﻋﻄﻴﻬﻦ ﻓﻘﺪ ﺃﻋﻄﻲ ﺧﻴﺮﻱ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﻵﺧﺮﺓ، ﻗﻠﺒﺎً ﺷﺎﻛﺮاً، ﻭﻟﺴﺎﻧﺎً ﺫاﻛﺮاً، ﻭﺑﺪﻧﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻼء ﺻﺎﺑﺮاً، ﻭﺯﻭﺟﺔً ﻻ ﺗﺒﻐﻴﻪ ﺣَﻮْﺑَﺎً ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻣﺎﻟﻪ»

فالشكر الحقيقي أن يكون باللسان والعمل، ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [النحل، 53]،يعتقد أن هذه النعمة من الله، ثم يشكر الله ﷻ، ثم يعمل.

وإلا لو كان فقط يشكر باللسان ولا يعمل، كأنه يقول قولاً ولا يعرف معنى هذا القول، أما لو كان هذا الشكر حقيقي تحوّل هذا الشكر إلى العمل ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًاكلام صريح وواضح من الله لآل داود.

اللهم اجعلنا ممن يستعمون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.