ما هي الأدلة العقلية لوجود الله تعالى؟

يجيب عن السؤال الشيخ محمد أبو بكر باذيب

السؤال

ما هي الأدلة العقلية لوجود الله تعالى؟

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله.

      الأصل في الإيمان بوجود الله تعالى هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها، والتي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: «ما مِن مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ، فأبَواهُ يُهَوِّدانِهِ أوْ يُنَصِّرانِهِ أوْ يُمَجِّسانِهِ، كما تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعاءَ، هلْ تُحِسُّونَ فيها مِن جَدْعاءَ”، ثُمَّ يقولُ: ﴿فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتي فَطَرَ النَّاسَ عليها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلكَ الدِّينُ القَيِّمُ [الروم: 30]».

ومعنى الفطرة:

      أصل الخلقة، أو أصل النشأة، من دون تدخل البشر في تسييرها، فالمولود على الفطرة اذا كبر سيعرف أن له رباً وخالقاً لأن الفطرة تقوده الى ذلك.

وشرح الأدلة العقلية على وجود الله تعالى يطول جداً، وقد تكفل أهل العلم ببيان ذلك في مصنفاتهم الشهيرة في علم الكلام، أو في تفاسيرهم لكلام الله تعالى كتفسير (مفاتيح الغيب) للرازي وغيره.

ومن باب إفادة السائل فيمكن أن نوجز الكلام على الأدلة العقلية في نقطة محددة، تشتمل على دليل عقلي مقنع، ومختصر، يفي بالغرض إن شاء الله.

دليل الخلق والإيجاد:

      [1] الطريقة الأولى: طريقة مختصرة، منطقية. مكونة من مقدمتين، ونتيجة.
  1. فهذا الكون موجودٌ وحادث (مقدمة صغرى).
  2. وكل حادث لابد له من محدث (مقدمة كبرى).

المحدث له هو الله تعالى (النتيجة).
معنى (حادث): أي حدث ووجد من العدم. فبعد أن كان عدماً ولم يكن شيئاً؛ حدثَ وأصبح شيئاً.

      [2] الطريقة الثانية: وهي طريقة الشرح والتفصيل. بأن نقول:
إنه لا يوجد أحد يستطيع القول بأن الكون خلق نفسه، أو أن الطبيعة خلقت نفسها، وقائل ذلك ومدعيه إما مكابر أو جاهل أو أحمق، فحتى علماء الغرب من غير المسلمين أقروا بأن هذا الكون لم يكن موجوداً منذ القدم. بل أقر بذلك عدد كبير من العلماء الملحدين، ومن أشهرهم: ستيفن هوكنج (Stephen Hawking)، فإنه يقول: “ومع تراكم الدليل التجريبي والنظري، أصبح من الواضح أكثر وأكثر أن الكون لا بد له بداية في الزمان، حتى تمت البرهنة على ذلك نهائيا في 1970م [1]. ونظرية (الانفجار العظيم) من أوسع الشواهد التي يعتمدونها في إثبات حدوث الكون.

      فإذا ثبت أن الكون قد حدث بعد أن كان عدماً. فإذا هناك محدث وخالق لذلك الكون، وهذا إقرار فطري يقود إليه العقل السليم، وذلك المحدث الخالق لابد أن يكون حكيماً عظيماً قادراً جباراً، وهذه هي صفات الواحد الأحد رب العالمين سبحانه وتعالى. ومن المواطن التي جاء التنبيه فيها على دليل الخلق والإيجاد: قوله تعالى: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُون فهذه الآية تنبه على المسلمات الضرورية التي يعتمد عليها الاستدلال بخلق الإنسان على وجود الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] تاريخ موجز للزمان: ص7