ما حكم من أكل أو شرب في رمضان بعد الفجر ظانا عدم طلوعه ؟

 يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

السؤال

ما حكم من أكل أو شرب في رمضان بعد الفجر ظانا عدم طلوعه ؟

الجواب

بسم الله والحمدلله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد؛ فإن صوم شهر رمضان فرض عين على كل مسلم مكلف، فينبغي الاهتمام بأداء هذه الفريضة على أكمل وجوه أدائها، ومن ذلك الانتباه إلى وقت الإمساك مع اقتراب طلوع الفجر، فالواجب على الصائم الإمساك قبل طلوع الفجر بزمن، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك. أخرج الشيخان من حديث عبدالله بن عمر، رضي الله عنهما، واللفظ للبخاري: قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ، أو قال حتى تسمعوا – أذان ابن أم مكتوم). وكان ابن أم مكتوم رجلا أعمى لا يؤذن حتى يقول له الناس أصبحت(1).

وهناك حالات قد يضيق على المسلم فيها وقت إمساكه لعذر يقوم به، من غفلة أو نسيان أو انشغال بأمر ذي بال، فيتأخر في تناول طعام سحوره حتى يضيق الوقت عليه، فيبادر بالأكل والشرب مخافة طلوع الفجر، وهو يظن أن الفجر لم يطلع بعد، ولكن في الواقع يكون الفجر قد طلع، ففيه تفصيل بحسب اختلاف الحالات:

الحالة الأولى: أن يأكل أو بشربَ باجتهادٍ، قبل الفجر في ظنه، ثم بان غلطه، وأنه أكل نهاراً؛ ففي هذه الحالة: بطل صومه، إذ لا عبرة بالظن البين خطؤه(2).

الحالة الثانية: أن يأكل أو يشرب بلا ظن يعتد به، بل هجَم على الأكل والشرب من غير أمارة ولا اجتهاد، فإن بان طلوع الفجر وقتَ أكله وجب عليه القضَاء، وأثم(3).

فتلخص من ذلك، أن الإمساك والقضاء واجب في الحالتين، والفرق بينهما في الإثم، ففي حالة الاجتهاد لا يأثم، وفي حالة الهجوم يأثم. فالواجب على المسلم أن يتنبه لهذه الأمور والأحكام الشرعية، لتكون عبادته على بصيرة، نسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويسلك بنا سبيل عباده المتقين. والله الموفق والمعين.

الهوامش:
1-   البخاري، صحيح البخاري: 3/ 225، رقم 2656؛ مسلم، صحيح مسلم: 2/ 768، رقم 1092

2-   الهيتمي، تحفة المحتاج: 3/ 412

3-   الهيتمي، تحفة المحتاج: 3/ 411

الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

هو الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب عالم إسلامي من علماء اليمن، مواليد شبام – حضرموت 1976م

نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية .(AMU)

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…

كان مديرَ المطبوعات في دار الفقيه، ونائبَ مدير العلاقات الثقافية بجامعة الأحقاف سابقاً، ومساعدَ شؤون الموظفين في شركة عطية للحديد سابقاً، وباحثاً في مركز السنة التابع لمؤسسة دلة البرك، وباحثاً في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة

وهو الآن باحث في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويقوم بالتدريس التقليدي بطريقة الإجازة في دار الفقهاء تركيا، ويشرف على القسم العربي بمعهد نور الهدى العالمي (seekersguidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول

من مؤلفاته: جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي، وإسهامات علماء حضرموت في نشر الإسلام وعلومه في الهند، وحدائق النعيم في الفقه الشافعي،  بالإضافة إلى تحقيق عدد من الكتب الفقهية والتاريخية وفي فن التراجم والأثبات (الأسانيد