هل يجوز بيع الحشيش إذا كان مسموحا بقوانين بلادي؟

 يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

السؤال

هل يجوز بيع الحشيش إذا كان مسموحا بقوانين بلادي؟

الجواب

بسم الله والحمدلله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد؛ فخلاصة حكم بيع المخدرات ومنها الحشيش حرام على المسلم حيث ثبت إسكاره وإزالته للعقل، في أي مكان وزمان.

وتفصيل ذلك:

أن الحشيش والمقصود به النبات الذي يؤدي إلى الإسكار وإذهاب العقل، من الأمور التي يحرم بيعها وتداولها، وهي مما لا شك في تحريم تناوله لأنه تعد من جملة المخدرات، ومنها أنواع عرفت بأسماء مخصصة، كالأفيون والكوكايين، وغير ذلك، والجامع بينها وبين المسكرات: أنها تغيّب العقل وتخامره، أي تغطيه، وما كان كذلك فهو حرام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “كل مسكر خمر ، وكل مسكر حرام ، ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يتب لم يشربها في الآخرة”(1). وروى الشيخان من حديث أبي موسى الأشعري مرفوعا: “كل مسكر حرام”(2). وروى الشيخان أيضاً عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت عمر رضي الله عنه على منبر النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “أما بعد ، أيها الناس ، إنه نزل تحريم الخمر وهي من خمسة : من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير ، والخمر ما خامر العقل”(3)، ولا شك أن المخدرات تخامر العقل وتغيبه .

وما حرم استعماله، حرم بيعه، والاتجار فيه، وإهداؤه، وكل صور الانتفاع به، هذا حكم الشرع الإسلامي، وليس خاصاً ببلد دون آخر، فالقوانين الخاصة بالبلدان لا تغير شيئاً في الحكم الشرعي.

وعليه:

فليتجنب المسلم هذه المعاملات المحرمة، فإنه يأثم بارتكابها والدخول فيها، والتلبس بها، وفيما أحل الله من أنواع المعاملات الأخرى سعة وخير كبير، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، والله الموفق.

الهوامش:

1- مسلم، صحيح مسلم، حديث 2003.

2- البخاري، صحيح البخاري، حديث 4087؛ مسلم، صحيح مسلم: حديث 1733.

البخاري، صحيح البخاري، حديث 4343؛ مسلم، صحيح مسلم: حديث 3032

[الشيخ] الدكتور محمد أبو بكر باذيب

هو الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب عالم إسلامي من علماء اليمن، مواليد شبام – حضرموت 1976م

نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية .(AMU)

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…

كان مديرَ المطبوعات في دار الفقيه، ونائبَ مدير العلاقات الثقافية بجامعة الأحقاف سابقاً، ومساعدَ شؤون الموظفين في شركة عطية للحديد سابقاً، وباحثاً في مركز السنة التابع لمؤسسة دلة البرك، وباحثاً في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة

وهو الآن باحث في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويقوم بالتدريس التقليدي بطريقة الإجازة في دار الفقهاء تركيا، ويشرف على القسم العربي بمعهد نور الهدى العالمي (SeekersGuidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول

من مؤلفاته: جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي، وإسهامات علماء حضرموت في نشر الإسلام وعلومه في الهند، وحدائق النعيم في الفقه الشافعي،  بالإضافة إلى تحقيق عدد من الكتب الفقهية والتاريخية وفي فن التراجم والأثبات (الأسانيد)