ما حكم القنوت في صلاة الفجر؟ (شافعي)

يجيب عن السؤال الشيخ د. محمد محمد فايز عوض

السؤال

ما حكم القنوت في صلاة الفجر؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

      فالسنن التي تؤدى أثناء الصلاة تنقسم إلى قسمين: أبعاض، وهيئات.

(فالأبعاض) كل ما يجبر تركه بسجود السهو في آخر الصلاة.
(والهيئات) كل ما لا يجبر تركه بسجود السهو.

ومن أبعاض الصلاة القنوت عند الاعتدال من الركعة الثانية في صلاة الفجر، وفي آخر ركعة من الوتر في النصف الثاني من رمضان،


 وَقْتُ الْوِتْرِ:

وَالسُّنَّةُ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ أَنْ يَقْنُتَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ لِمَا رَوَى أَنَسٌ رضي الله تعالى عنه “أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَيْهِمْ ثُمَّ تَرَكَهُ ، فَأَمَّا فِي الصُّبْحِ فَلَمْ يَزَلْ يَقْنُتُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا” [1] [رواه البخاري، ومسلم]


      وَمَحِلُّ الْقُنُوتِ بَعْدَ الرَّفْعِ مِنْ الرُّكُوعِ لِمَا رُوِيَ أَنَّهُ “سُئِلَ أَنَسٌ هَلْ قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَلاةِ الصُّبْحِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَقِيلَ: قَبْلَ الرُّكُوعِ أَوْ بَعْدَهُ؟ قَالَ بَعْدَ الرُّكُوعِ”


      وَالسُّنَّةُ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ وَعَافَنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ إنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ إنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ.

      وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الدُّعَاءِ لِمَا رُوِيَ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ رضي الله عنه فِي الْوِتْرِ أَنَّهُ قَالَ: “تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَسَلَّمَ [2] رواه أبو داود عن الحسن بن علي

      “وَيُسْتَحَبُّ لِلْمَأْمُومِ أَنْ يُؤَمِّنَّ عَلَى الدُّعَاءِ لِمَا رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: “قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ يُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ”

      وَيُسْتَحَبُّ لَهُ أَنْ يُشَارِكَهُ فِي الثَّنَاءِ على الله سبحانه و تعالى، لأَنَّهُ لا يَصْلُحُ التَّأْمِينُ عَلَى ذَلِكَ فَكَانَتْ الْمُشَارَكَةُ أَوْلَى.
والقنوت فيه خير عظيم وبركة جليلة إذ يبدأ الإنسان يومه بالذكر والالتجاء إلى الله والثناء عليه، تقبل الله صلاتنا ودعائنا..
المراجع [3]     


تمت الإجابة عن السؤال من قبل الشيخ د. محمد فايز عوض، وراجعها الشيخ د. محمد أبو بكر باذيب.

أ. د. محمد فايز عوض عالم إسلامي من علماء سورية، حائز على شهادة الدكتوراه في أصول الفقه من الجامعة الإسلامية في باكستان. له الخبرة الواسعة في وضع المناهج وتطوير التدريس للعديد من الدورات العلمية وإقامة دورات مكثفة.
درّس الفقه وأصوله وعلوم القرآن وتاريخ التشريع والفرائض وغيرها في عدة معاهد وجامعات مثل: معهد الفرقان للعلوم الشرعية، ومجمع الفتح الإسلامي في دمشق، وكذا جامعة السلطان محمد الفاتح في تركية إلى الآن..
والشيخ عضو رابطة علماء الشام، ومؤسسة زيد بن ثابت الأهلية، ورابطة العلماء السوريين، والمجلس العلمي لمركز الإيمان لتعليم السنة والقرآن..
من مشايخه الذين قرأ عليهم: والده الشيخ محمد عوض، والشيح محي الدين الكردي، والشيخ كريّم راجح، والشيخ أسامة الرفاعي، والشيخ أيمن سويد، والشيخ ممدوح جنيد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] صحيح البخاري (956)، صحيح مسلم (677).
[2] سنن أبي داود (1425).
[3] المجموع شرح المهذب، النووي 3/ 492 (511). الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى 1/ 145.