ما حكم استخدام قطرة العين والأنف والكحل في رمضان؟
يجيب عن السؤال الشيخ د. محمد أبو بكر باذيب
السؤال
ما حكم استخدام قطرة العين والأنف والكحل في رمضان؟
الجواب
فإن صوم شهر رمضان من أركان الإسلام كما هو معلوم من الدين بالضرورة، ويجب على المسلم أن يبتعد عن كل ما من شأنه خَدْش الصيام، فضلا عن تعاطي مفطراً تعدياً أو جهلاً.
ففي هذا الضابط ثلاثة قيود:
- أن يكون الداخل جرماً؛ أي شيئاً ملموساً.
- أن يصل الجرم إلى جوف.
- وأن يكون الوصول عبر منفذ مفتوح.
فما لم يكن جرماً، أو لم يصل الى الجوف، أو وصل شيء عبر منفذ غير مفتوح فليس من المفطرات. وتعريف الجرم والجوف ومحترزاتها مما يطول ذكره. ونكتفي هنا بالقيد الثالث، وهو المنفذ المفتوح.
ومثال المنفذ المفتوح: الفم، الأنف، الأذن، القبل والدبر، حلمة الثدي.
وليس منها: العين، ولا المسام.
فما وصل إلى الجوف عبر العين أو المسام لا يفطر به الصائم، وذلك: مثل الاكتحال، قال الإمام الرافعي في (العزيز): “لا بأس للصائم بالاكتحال، إذ ليست العينُ من الأجواف. وقد رُويَ أن النبي صلى الله عليه وسلم: اكتحل في رمضان وهو صائم [سنن ابن ماجه، مسند الطبراني، سنن البيهقي، العسقلاني، التلخيص الحبير] [1]، ولا فرقَ بين أن يجِدَ في الحلق منه طعماً، أو لا يجدُ. فإنه لا منفَذ من العين إلى الحَلقِ، وما يصلُ إليه يصِلُ من المسام” [الشرح الكبير] [2].
وبناء عليه، فقطرة العين لا بأس بها، لأن العين تتشربها وليست منفذاً.
بخلاف قطرة الأنف وبخاخ الأنف، فهذا يخرج منه رذاذ وجرم يصل إلى الحلق من منفذ مفتوح، فيحصل الفطر به، فيجب تجنبه واستعماله عقب الإفطار، والله أعلم.
تمت الإجابة عن السؤال من قبل الشيخ د. محمد أبو بكر باذيب، وراجعها الشيخ د. محمد فايز عوض.
د.محمد أبو بكر باذيب عالم إسلامي من علماء اليمن، نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية (AMU). تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…
يشرف على القسم العربي سيكرز عربية للعلوم الشرعية (seekersguidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول.
