ماهي الفدية للعاجز عن الصيام وما مقدارها؟

 يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

السؤال

ماهي الفدية للعاجزعن الصيام وما مقدارها؟

الجواب

بسم الله والحمدلله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد؛ فإن الصيام من الشرائع التي فرضها الله على عباده المسلمين، وهو أنواع أعلاها صوم الفريضة، وهو شهر رمضان، فصومه ركن من أركان الإسلام، ولابد للمسلم أن يعرف أحكام هذا الركن العظيم، وما يترتب على الإخلال بها من فدية أو كفارة وقضاء. وهذه الأحكام تتعلق بصوم الفريضة، أما صوم النفل فهو دون صوم الفريضة في تلك الأحكام.

والصوم لا يجب إلا على من أطاقه: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر}[ البقرة / 185]، قال الإمام النووي في (المنهاج): “شرط وجوب صوم رمضان: العقل، والبلوغ، وإطاقته”، ثم قال: “ويباح تركه للمريض إذا وجد به ضررا شديداً”(1).

فالمريض الذي لا يطيق الصوم يفطر، ثم ننظر في إمكانية القضاء. فإن قدر على القضاء وجب عليه قضاء رمضان عند القدرة، وإن لم يقدر بأن كان مرضه مزمناً أو كان شيخاً هرماً، سقط القضاء ووجب الفدية.

وفدية العاجز عن الصوم مدٌ عن كل يوم، مع ندب الصوم عنه على المذهب الجديد، أما على القديم فلا يصح كما قرره الإمام الرافعي، ولكن الإمام النووي رجح الأخذ بالقديم، قال في (منهاج الطالبين): “من فاته شيء من رمضان فماتَ قبل إمكان القضاء؛ فلا تدارك له ولا إثمَ. وإن مات بعد التمكن؛ لم يصم عنه وليه في الجديد، بل يخرج من تركته لكل يوم مدّ طعام … قلت: القديم هنا أظهَرُ. والوليُّ: كل قريب على المختار”(2). ثم قال: “والأظهر وجوبُ المد على من أفطَر للكبر”(3)، ومثله المريض الذي لا يرجى برؤه. أي: إذا مات ولم يخرج عنه في حياته لرجاء بقائه وتوقع صومه، ولا فرق في ذلك بين ما إذا صام عنه أحد أم لا.

وبعد، فهذا حكم صوم العاجز، وقد اتضح من نصوص الفقهاء لزوم الفدية عليه، وهي مد عن كل يوم، وأما الصوم عن الميت من قبل وليه فجائز على القول القديم من المذهب الشافعي ورجحه الإمام النووي، والمذهب الجديد لا يجوز. فيختار أولياء الميت أي قول منهما. وهذا من تيسير الشريعة، والمد شيء يسير لا يعجز عنه أحد في الغالب، والله الموفق.

الهوامش:

1- النووي، منهاج الطالبين: ص 77.

2- النووي، منهاج الطالبين: ص 77.

3- النووي، منهاج الطالبين: ص 78.

[الشيخ] الدكتور محمد أبو بكر باذيب

 

هو الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب عالم إسلامي من علماء اليمن، مواليد شبام – حضرموت 1976م

نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية .(AMU)

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…

كان مديرَ المطبوعات في دار الفقيه، ونائبَ مدير العلاقات الثقافية بجامعة الأحقاف سابقاً، ومساعدَ شؤون الموظفين في شركة عطية للحديد سابقاً، وباحثاً في مركز السنة التابع لمؤسسة دلة البرك، وباحثاً في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة

وهو الآن باحث في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويقوم بالتدريس التقليدي بطريقة الإجازة في دار الفقهاء تركيا، ويشرف على القسم العربي بمعهد نور الهدى العالمي (SeekersGuidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول

من مؤلفاته: جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي، وإسهامات علماء حضرموت في نشر الإسلام وعلومه في الهند، وحدائق النعيم في الفقه الشافعي،  بالإضافة إلى تحقيق عدد من الكتب الفقهية والتاريخية وفي فن التراجم والأثبات (الأسانيد)