كيف يمكنني فهم نتائج الاستخارة بشكل صحيح؟

 يجيب عن السؤال الشيخ  باسم عيتاني

السؤال

كيف يمكنني فهم نتائج الاستخارة بشكل صحيح؟

الجواب

أخي السائل:

  قد تفهم نتيجة الاستخارة من الصلاة الأولى عندما تستخير في موضوع الزواج أو في شراء بيت أو في سفر إلى بلد أو في إقامة شركة ، أو ما أشبهها من الأمور التي تشتبه عليك بأن يطمئن قلبك، وينشرح صدرك لما تريد، وهذه إشارة للتيسير للإقدام على فعل ذلك، أو لايطمئن ولا ينشرح فتشعر بالانقباض لما تريد فعله فتمتنع عن الإقدام.

ولذا يقول المستخير في صلاة الاستخارة فيما هو خير: “اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ، أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ ، فَاقْدُرْهُ لِي ، وَيَسِّرْهُ لِي ، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ .” [ البخاري، الجامع الصحيح]

وفيما هو شر يدعو ويقول: “وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي ، فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ، أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي ، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ ، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ، ثُمَّ أَرْضِنِي” [البخاري، الجامع الصحيح]

وإن لم يحصل لك شيء من ذلك، فقد شرع الدين الإسلامي بتكرار صلاة الاستخارة، لأن مقصودها الدعاء الوارد، والدعاء  جائز التكرار بالإجماع . فيستحب لك أن تكرر الاستخارة إلى سبع مرات حتى يظهر لك الخير. [ينظر: الطحطاوي، حاشية على مراقي الفلاح]

فإن لم يظهر لك شيء – وهو نادر بعد تكرار الاستخارة – فتُسلِّم أمرك إلى الله تعالى وهو جلّ جلاله يدبر لك الأمر من حيث لاتعلم ولاتحسب، فإما أن ييسرلك أو أن يصرف عنك دون انشراح صدر أو دون انقباض.

وقد يحدث مع المستخير أنه يرى رؤيا في نومه بعد الاستخارة، فإن رأى خيراً فهو خير ويكون سبباً لانشراح الصدر، وإن رأى شراً فهو شر ويكون سبباً للانقباض فينبغي أن يتجنب. [ينظر: ابن عابدين، حاشية رد المحتار]

وهنا ينبغي أن يتنبه الرائي المستخير إلى أن الرؤيا قد تكون حديث نفس أو من الشيطان أو رؤيا صالحة، والرؤيا الصالحة قد تكون ظاهرة وواضحة أو تكون رمزية بحاجة إلى تفسير وبيان، فينبغي أن يَعرض الرؤيا على عالم موثوق لديه معرفة في تفسير المنامات، حتى يساعد المستخير على الخيار السليم في ذلك.

وأحث السائل أن يستشير مع الاستخارة أهلَ الخبرة في المجال الذي يخوض فيه، لأن المشاورة أمر محبّب في التشريع، يقول الله تعالى: ﴿وشاوِرْهم في الأمْرِ﴾ [آل عمران: 159] فالجمع بين الاستخارة والاستشارة أكمل، وقالوا قديماً: (لاخاب من استخار ولا ندم من استشار.)

1- الطحطاوي، حاشية على مراقي الفلاح، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، (١٤١٨ هـ – ١٩٩٧ م)، ص398

2- البخاري، الجامع الصحيح، تحقيق البغا، دار ابن كثير، دمشق، ط 5، (١٤١٤هـ – ١٩٩٣ م) 345/5 ر:6019

3- ابن عابدين، حاشية رد المحتار، البابي الحلبي، مصر، ط2، ( ١٣٨٦ هـ = ١٩٦٦ م )، 2/ 27