كيف نفهم كلمة “خشينا” قوله تعالى ﴿فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا﴾ في سورة الكهف؟
يجيب عن السؤال الشيخ د. محمد أبو بكر باذيب
السؤال
كيف نفهم كلمة “خشينا” قوله تعالى ﴿فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا﴾ في سورة الكهف؟
الجواب
فللإجابة على هذا السؤال، لابد أن نستعرض أولاً كلام أهل العلم في معنى الخشية، وفي معرفة عود الضمائر في السياق القرآني الكريم.
عود الضمير:
والخشية هنا قيل في معانيها:
قال ابن كثير: “وفي الحديث عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الغُلامُ الّذي قَتَلَهُ الخِضْرُ طُبعَ يَومَ طُبعَ كَافرًا»، [رواه ابن جرير]”، انتهى.
وقال الإمام الرازي: “لأن بقاء ذلك الغلام حياً كان مفسدة للوالدين في دينهم وفي دنياهم ولعله علم بالوحي أن المضار الناشئة من قتل ذلك الغلام، أقل من المضار الناشئة بسبب حصول تلك المفاسد للأبوين، فلهذا السبب أقدم على قتله”.
وقال الطيبي في (حاشيته على الكشاف): “وإنما خشي الخضر منه ذلك؛ لأن الله تعالى أعلمه بحاله وأطلعه على سر أمره. وأمره إياه بقتله كاخترامه لمفسدة عرفها في حياته”، انتهى.
والله أعلم
تمت الإجابة عن السؤال من قبل الشيخ د. محمد أبو بكر باذيب، وراجعها الشيخ د. محمد فايز عوض.
د. محمد أبو بكر باذيب عالم إسلامي من علماء اليمن، نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية (AMU). تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…
يشرف على القسم العربي سيكرز عربية للعلوم الشرعية (seekersguidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول.