سلسلة كمال الإسلام في العقيدة والأخلاق والأحكام | المقالة الخامسة | الشيخ أنس الموسى

 

              • الدين إيمان وإسلام وأخلاق

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم إنا نستهديك لأرشد أمرنا، وزدنا علماً ينفعنا. وبعد:

فاليوم نتابع الكلام عن الإسلام الذي رضيه الله لنا ديناً، والذي يعني الانقياد والخضوع والاستسلام لله عزوجل، وهذا هو المعنى اللغوي للإسلام، والذي قال الله تعالى عنه في ثنايا خطاب سيدنا إبراهيم: ﴿إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ[البقرة 131].

 

اليوم عندما نتكلم عن الإسلام سنتكلم عن الدين الخاص الذي جاء به سيدنا محمد ، وهذا الإسلام ينقسم إلى: إسلامٍ، وإيمانٍ، وإحسانٍ، وقد بيَّن رسول الله هذا التقسيم في حديث جبريل الذي رواه سيدنا عمر رضي الله عنه قال: «بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ذَاتَ يَوْمٍ، إذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ. حَتَّى جَلَسَ إلَى النَّبِيِّ ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إنْ اسْتَطَعْت إلَيْهِ سَبِيلًا. قَالَ: صَدَقْت. فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ! قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ. قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ. قَالَ: صَدَقْت. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِحْسَانِ. قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّك تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ. قَالَ: مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا؟ قَالَ: أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ. ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبِثْنَا مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ: يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ؟ ‫قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ» [1]  

 

فمجموع أركان الإسلام، والإيمان، والإحسان، هو هذا الدين الذي يسمى: الإسلام الذي رضيه الله تعالى لنا ديناً.

مما لا شك فيه أن الإيمان وحده، والإسلام وحده، والإحسان وحده، ليسوا هم دين الإسلام، إنما هي أجزاء هذا الدين؛ لهذا فإن كمال الدين لا يظهر بانفراد هذه الأجزاء، بل يتحقق باجتماع هذه الأجزاء الثلاثة. وعندما نتكلم عن كمال الإسلام، لا يمكن أن نتصوره بكمال جزءٍ منه دون بقية الأجزاء، فبناء الإسلام كشجرةٍ راسخةٍ في الأرض، تمثِّلُ جذورها: الإيمان، ويمثل جذعها: الإسلام، أما ثمار هذه الشجرة فتمثل: الإحسان والأخلاق.

  رسول الله عندما قال: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» [2] علَّمنا أن المقصود من الدين هو تلك الاخلاق التي بُعِثَ متمماً لها، فالغاية من بِعْثَةِ رسول الله هو: تتميمها، ولن نستطيع تحقيق هذه الأخلاق دون ترسيخ الجذور أولًا، من خلال التربية الإيمانية، ثم نعمل على تقوية الجذع الذي هو بناء العبادات، والأحكام؛ وكلٌّ من الإيمان، والأحكام، يُنْتِجَان بشكل تلقائيٍ الثمرات المرجوة، وهي الأخلاق التي بعث رسول الله ليكمِّلَها.

 

الذي يطلب الأخلاق من غير إيمانٍ، وإسلامٍ، كالذي يطلب ثمرة الشجرة من غير أن يكون لها جذر أو جذع؛ لهذا قال ربنا سبحانه وتعالى: ﴿إنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا [فصلت، 30] الاستقامة هي من مكارم الأخلاق، وكلمة ﴿اسْتَقامُوا؛ هي نتيجة قولهم: ﴿رَبُّنا اللَّهُ، وهكذا كان الحال عندما طلب سفيان بن عبد الله الثقفي من رسول الله فقال: «يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ – وَفِي حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ غَيْرَكَ – قَالَ : قُلْ : آمَنْتُ بِاللَّهِ ، فَاسْتَقِمْ»  [3]، يؤكد هذا المعنى قول ربنا سبحانه: ﴿إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ وأقامُوا الصَّلاةَ وآتَوُا الزَّكاةَ لَهم أجْرُهم عِنْدَ رَبِّهِمْ ولا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هم يَحْزَنُونَ{ [البقرة، 227] ربنا بدأ بقوله: ﴿آمَنُوا، ثم أعقب ذلك، وعطفه على قوله: ﴿وعَمِلُوا الصّالِحاتِ، وكذلك الحال في قول الله عزوجل: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً[الإسراء، 23]، الإحسان للوالدين هو من مكارم الأخلاق، وقد رتبه ربنا على الإيمان بالله عزوجل، وكذلك قال ربنا: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا [النساء، 36] كل هذه الأخلاق جاءت مرتبةً على عبادة الله عزوجل، وعدم الإشراك به.

﴿وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۝ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر]، فمن مكارم الأخلاق: التواصي بالحق، والصبر، وهو في ذات الوقت، من ثمرات الإيمان، والعمل الصالح.

لكل ما سبق وغيره؛ نرى رسول الله ، كلما حثَّنا على شيءٍ من مكارم الاخلاق؛ كان يربطه بالإيمان، فعَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الخُزَاعِيِّ، قَالَ: «سَمِعَ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي: النَّبِيَّ يَقُولُ: الضِّيَافَةُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ، جَائِزَتُهُ قِيلَ: مَا جَائِزَتُهُ؟ قَالَ: يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ» [4]، ونراه يقول أيضاً: «من حُسْنِ إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»  [5]

 

كل هذه الأخلاق، هي ثمرات التربية الإيمانية؛ لهذا نرى أن الأمة المسلمة، وخصوصاً التي رباها رسول الله ، متمثِّلَةً في جيل الصحابة رضوان الله عليهم ضَرَبَت أروع الأمثلة في مكارم الأخلاق، ورأينا في سلوكهم صوراً لمكارم الأخلاق ما تزال الإنسانية لا يبلغ خيالها ما بلغوه رضي الله عنهم.

 لننظر لواقع الصحابة الذين نزل فيهم تحريم الخمر، وهو (الخمر) الذي كان يجري في عروقهم مجرى الدم، فنرى تلك الاستجابة السريعة التي لم يتخللها أيُّ تردد، خاطبهم ربهم بعد إصدار الحكم بالتحريم:﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ [المائدة، 91] قالوا: انتهينا يا رب، وأراقوا دنان الخمر حتى سالت منها أروقة المدينة.

 

      • هل تستطيع الدول المتحضرة اليوم من خلال تعليمات إداريةٍ، وتشريعات قانونية وضوابط صحية، أن تفعل ما فعلته التربية الإيمانية تجاه تحريم الخمر؟

نحن اليوم نرى كثيرًا من الأطباء يشربون الخمر، وهم من أعرف الناس بأضراره السبب: أن الجانب العقلي وحده، والقضية العلمية وحدها، لا تكفيان لمنع الناس من الإضرار بأنفسهم، وارتكاب الموبقات، بل لابد أن ينضاف إلى ذلك وازع ديني إيماني؛ يدفع الإنسان لتحقيق هذه المسلَّمات العلمية، التي أقرها العقل السليم؛ لهذا السبب لا نعجب من الأمثلة الغريبة التي ضربها لنا الصحابة، والسلف الصالح لمكارم الأخلاق؛ لأنها نِتَاج التربية الإيمانية الإسلامية في المدرسة المحمدية، فقد ضرب الصحابة أروع الأمثلة في الزهد بالدنيا والإيثار والرحمة والعفة والكرم والشهامة والنخوة والوقوف عند الحدود التي رسمها لهم رسول الله .

 

 وكذلك لو نظرنا لمدارس العبادات لوجدناها تُربي الفرد، والمجتمع على مكارم الأخلاق قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ﴾ [العنكبوت، 45]،وقال تعالى في حق الزكاة: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا﴾ [التوبة، 103]، وكذلك قال ربنا في حق الحج: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾ [البقرة، 197]، فهذه العبادات، ماهي إلا مدارس ترتقي بالناس لسلَّم مكارم الأخلاق.

 

وليس ببعيد عنا أحكام المعاملات، والأحوال الشخصية التي شرعها ربنا حيث كانت أحكاماً تسيِّجُ مكارم الأخلاق، وتحميها، كما قال ربنا سبحانه وتعالى: ﴿اِنَّ اللّٰهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْاِحْسَانِ وَا۪يتَٓائِ ذِي الْقُرْبٰى وَيَنْهٰى عَنِ الْفَحْشَٓاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [الإسراء، 90]، فالإحسان الذي هو: زيادةٌ على العدل، والعدل الذي هو: مقاطع الحقوق عند الحدود: هما السياج الذي يحمي مكارم الأخلاق، فالله بين لنا العدل، وطالبنا بالأخلاق، وبين لنا الحقوق والواجبات، وطالبنا بالإحسان.

لنتأمل في قول ربنا سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [البقرة، 178]؛ فقد بين لنا ربنا مقاطع الحقوق، وأمرنا بعد ذلك الوقوف عند الحدود، وطالبنا بمكارم الأخلاق.

 

      • مهمات:
  1. كمال الإسلام يظهر في أحكام العقيدة، ولكن هذا الكمال في العقائد يظهر جلياً للمتعلم الدارس، أما الإنسان العادي فقد لا يهتدي لأحكام العقيدة كما هي مسطورةٌ في كتب العقيدة، وكذلك حال أحكام العبادات، والمعاملات، والأحوال الشخصية، يستطيع الفقيه أن يدرك كمال الإسلام فيها، ولكن قد يصعب جداً على العامي إدراك ذلك الكمال، أما بالنسبة لكمال الإسلام في جانب الأخلاق: فهو الوجه المشرق للدين الذي يظهر بوضوحٍ لكل الناس المتعلم، والجاهل؛ فيدرك غير المتعلم مثلاً: معاني الكمال عندما نتحدث عن بر الوالدين، وصلة الرحم، والإحسان للجار، وحسن العشرة بين الزوجين إلى غير ذلك من حَسَنِ الأخلاق وجميل التعاملات.

  2. لقد كان رسول الله -الذي وصفه ربنا بقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم، 4]- سبَّاقَاً في ميدان العبادات، فقد كان يقوم من الليل حتى تتورم قدماه، وكان يقول:«إني لأخشاكم لله وأتقاكم له»  [6] فما هذه الأخلاق التي كان يتحلى بها ، إلا ثمرةً من ثمرات تلك المجاهدات، والمكابدات التي كان يكابدها في عبادته لربه من صلاة وصيام وجهاد، ونحن إن كنا صادقين في طلبنا تحصيلَ مكارم الأخلاق علينا أن نسلك الطريق الذي سلكه رسول الله  وشرعه لنا.

  3. هناك من يسعى لإزالة سياج العبادات، من خلال إزالة قواعد الأحكام، ثم بعد ذلك يريد أن يطالب الأمة التحلِّي بمكارم الأخلاق، نقول لهؤلاء: عجباً كيف تطلبون ثمرةً دون بذر بذورها؟! أم كيف تدركون غايةً دون سلوك سبيلها؟، ونقول لهم أيضاً: اعلموا أن الأخلاق ماهي إلا ثمرةٌ من ثمرات تلك العبادات، والأحكام التي كنتم بالأمس تريدون نَسْفَهَا، وإزالة قواعدها.

اللهم وفقنا لمحابِّكَ، وألهمنا مراشد الصواب، والهداية.

وصلى الله على سيدنا ونبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلَّم.    

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 [1] أبو داود، السنن: بَابٌ فِي الْقَدَرِ (4138)، الترمذي، الجامع: باب ما جاء في وصف جبريل للنبي الإيمان والإسلام (2652)

[2] البيهقي، السنن الكبرى: بَابُ: بَيَانُ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَمَعَالِيهَا الَّتِي مَنْ كَانَ مُتَخَلِّقًا بِهَا – من حديث أبي هريرة- (19096). البزار، المسند: مسند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها (8311).

[3] الترمذي، الجامع: باب ما جاء في حفظ اللسان (2442). ابن ماجه، السنن: بَابُ كَفِّ اللِّسَانِ فِي الْفِتْنَةِ (3999). أحمد، المسند: حَدِيثُ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ (190841).

[4] البخاري، الصحيح: باب إكرام الضيف، وخدمته إياه بنفسه (5806). ورواه أيضاً في: باب: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره (5696). مسلم، الصحيح: بَابُ الضِّيَافَةِ وَنَحْوِهَا (3359).

[5] ابن ماجة، السنن: باب كف اللسان عن الفتنة (4007). مالك، الموطأ: باب ما جاء في حسن الخلق (1637).

[6] البخاري، الصحيح: كتاب النكاح: باب الترغيب في النكاح (4776).