سلسلة أحكام الصيام وزكاة الفطر | المقالة الثامنة | د. خالد الخرسة

 

      • مكروهات الصوم وما ليس بمكروه:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:

      • فهناك أمور تُكره للصائم، وينبغي أن يجتنبها لئلا يعتري الصوم نقصٌ ما، فينتقص الثواب والأجر وهي:
  1. ذوق شيء أو مضغه بدون حاجة، كالمرأة إذا وجدت من يمضغ الطعام لصبيها كمفطرة لحيض، أما إذا لم تجد بُدَّاً منه فلا بأس لصيانة الولد، واختُلِفَ فيما إذا خُشِيَ الغبن لشراء مأكول يذاق، فإن كان له منه بُدٌّ فيُكره، وأما إذا لم يكن له بُدٌّ بأن احتاج إلى شراء مأكول وخاف إن لم يذقه يغبن فيه أو لا يوافقه لا يكره.
    – وللمرأة ذوق الطعام إذا كان زوجها سيّء الخُلُق يضايقها في ملوحة الطعام وقلة ملحه، وأما إذا كان حسَنَ الخُلُق فلا يحلُّ لها، و مثلها الأجير.
  2. مضغ العلك الذي لا يصل منه شيء إلى الجوف مع الريق.
  3. القُبلة و المباشرة إن لم يأمن فيهما على نفسه الإنزال أو الجماع.
    فعن أم سلمة رضي الله عنها «أن رسول الله كانَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ». متفق عليه.
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه «أنّ رَجُلاً سَألَ النّبيّ عَن المُبَاشَرَةِ للصّائِمِ فَرَخّصَ لَهُ، وَأَتَاهُ آخَرُ فَنَهَاهُ عَنْهُمَا، فَإِذَا الّذِي رَخّصَ لَهُ شَيْخٌ _ أيّ كَبِيْرُ السِّنِّ _ وَإِذَا الّذِي نَهَاهُ شَابٌّ». رواه أبو داود.
  4. جمع الرّيق في الفم ثم ابتلاعه، وما ظنّ الصائم أنه يضعفه كالفصد والحجامة، فعن ثابت البناني أنه قال لأنس بن مالك: (كنتم تكرهون الحجامة للصائم على عهد رسول الله قال: لا، إلا من أجل الضعف). رواه البخاري.

 

      • وهناك أمور لا تكره للصائم وهي:
  1. القُبلة والمباشرة مع الأمن: عن عمر رضي الله عنه قال: «هَشَشتُ يومًا فقبَّلتُ وأَنا صائمٌ، فأتَيتُ رسولَ اللَّهِ فقُلتُ صنعت اليومَ أمرًا عظيمًا قبَّلتُ وأَنا صائمٌ فَقالَ رسولُ اللَّهِ أرأيتَ لو تَمضمَضتَ بماءٍ وأنتَ صائمٌ؟ فقلتُ: لا بأسَ بذلِكَ فقالَ رسولُ اللَّهِ فَفيمَ ؟» رواه أحمد و أبو داود.
  2. ودهن الشارب والكحل والحجامة والفصد.
    (عن أنس رضي الله عنه أنه كان يكتحل وهو صائمّ). أخرجه أبو داود.
    وعن ابن عباس رضي الله عنهما «أنّ النبي احْتَجَمَ وهو مُحْرِمٌ، واحْتَجَمَ وهو صَائِمٌ». رواه البخاري و أحمد.
  3. ولا يكره السواك فقد أخرج أبو داود و الترمذي عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال: «رَأيْتُ رَسُوِلَ اللهِ يَسْتَاكُ وَهُوَ صَائِمٌ، مَا لَاْ أعُدُّ وَلَاْ أُحْصِي». قال الترمذي: حديث حسن.
  4. ولا يكره المضمضة ولا استنشاق لغير وضوء، والاغتسال، والتلفف بثوب مبتل للتبرد به على المفتى به،  فعن أبي بكر بن عبد الرحمن عن رجل من أصحاب النبي ، قال:«رأيت النبي يصب الماء على رأسه من الحر وهو صائم». رواه أحمد و أبو داود.

   

جعل الله صيامنا مقبولاً وذنبنا مغفوراً وسعينا مشكوراً..