سلسلة أحكام الصيام وزكاة الفطر | المقالة الثالثة | سنة الإفطار و فضل التمر على غيره | د. خالد الخرسة


الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

أما بعد :

فقد تكلمت في الدرس الماضي عن سنة مباركة هي سنة السَّحور، وسأتكلم اليوم عن السنة الثانية التي وعدت بها وهي سنة الفطور، وهي في نهاية الصوم، ومن السنة للصائم تعجيل الإفطار وعدم التأخر فيه، ومعنى التعجيل أنه إذا تيقن غروب الشمس أفطر مباشرة قبل أداء صلاة المغرب، ومن السنة أن يفطر على الرّطب أو التمر أو على الماء قائلاً بعد إفطاره:

«اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت» رواه أبو داود.

 

      • فضل الفطور :

– عن سيدنا سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله  قال: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» رواه البخاري.

– وقال «لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم» رواه ابن خزيمة في صحيحه.

– وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله «قال الله عز وجل: أحب عبادي إلي أعجلهم فطراً» رواه الترمذي في السنن

– وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “ما رأيت النبي قط  صلى صلاة المغرب حتى يفطر ولو على شربة من ماء” مسند أبي يعلى.

 

      • وإن إفطار الصائم من الأعمال الصالحة المبرورة التي يرجى ثوابها:

– قال «مَن جهَّز غازياً أو حاجّاً أو خَلَفَه في أهله أو فطّر صائماً كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجورهم شيء» رواه النسائي في السنن الكبرى.

 

      • ومن السنة أن يكون الإفطار على تمر:

– قال رسول الله «إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة، فإن لم يجد تمراً فالماء؛ فإنه طهور» رواه الترمذي في السنن.

 

      • فضائل التمر و فوائده: فيه شفاء:

قال «إن في عجوة العالية شفاءً» رواه مسلم.

– و قال «العجوة من الجنة، و فيها شفاء من السُّم» رواه الترمذي في السنن.

– و قال «من تصبّح كل يوم سبع تمرات عجوةً لم يضره في ذلك اليوم سُمٌّ ولا سِحرٌ» رواه البخاري.

 

      • لحظات مباركات و دعوات مستجابات:

1- لحظات الإفطار من أوقات الإجابة المرجّوة.

– عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:  قال «إن للصائم عند فطره لدعوةً ما تُردُّ» أخرجه ابن ماجه.

– وعن أبي هريرة قال قال رسول الله «ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة، و تفتح لها أبواب السماء، و يقول: بعزتي لأنصرنَّك ولو بعد حين» رواه الترمذي و ابن ماجه.

2- اغتنام وقت الإفطار بالدعاء:

 يفوّت كثيراً من الناس الدعاء لاشتغالهم بتناول طعام الإفطار، وقد يفوتهم أيضاً حضور صلاة الجماعة في المسجد، وربما يؤخّرون الصلاة عن أول الوقت، وأداء الجماعة في المسجد من آكد العبادات، وترك الجماعة بدون عذر شرعي من الذنوب التي بينّها رسول الله ، و لو أننا اقتصرنا على إفطار خفيف من تمر و ماء ثم قمنا إلى الصلاة بجماعة في الصف الأول لحصّلنا ثواباً عظيماً.

 وعلينا الانتباه إلى تنظيف الفم من آثار الطعام عند وقت الصلاة لئلا نؤذي الملائكة.

 – قال رسول الله «ليس شيءٌ أشدَّ على الملكين من أن يريا بين أسنان صاحبهما شيئاً و هو قائم يصلي» الطبراني في الكبير.