سلسلة أحكام الصيام وزكاة الفطر | المقالة الثانية | فضل السحور | د. خالد الخرسة

 

      •   فضل السحور:

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

حث سيدنا محمد على السَّحور فقال: «تسحروا فإن في السّحور بركة» أخرجه البخاري.

وقال : «فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السَّحر» أخرجه مسلم.

وقال : «إن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحّرِين» أخرجه الإمام أحمد في المسند.

وقال : «السَّحور أكله بركة فلا تدعوه، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء، فإن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحّرين» أخرجه الإمام أحمد في المسند.

 

      • هل يصح الصيام من غير سحور؟

 

 نعم، يصح الصيام من غير سحور، ولكنه أساء لتركه سنة عظيمة مباركة.

ومن السنة أن يكون السَّحور من الماء والتمر، وهي سنة ثانية؛ فالأولى هي السّحور، والثانية كونه على تمر.

 عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله عند السَّحور: «يا أنس إني أريد الصيام، أطعمني شيئًا، فأتيته بماء وتمر وإناء فيه ماء » أخرجه النسائي.

وقال : «نعم سحور المؤمن التمر» أخرجه أبو داود.

ومن سنن السَّحور التأخير فيه؛ لحديث الصحابي يعلى بن مرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «ثلاثة يحبها الله: تعجيل الفطر، وتأخير السَّحور، وضرب اليدين إحداهما على الأخرى في الصلاة» أخرجه الطبراني.

والأفضل التأخير للسَّحر، وهو السدس الأخير من الليل.

 

وطريقة معرفة السدس الأخير هي أن يحسب الوقت من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، ثم يقسم إلى ستة أقسام، فيكون الوقت الأفضل للسَّحور هو السدس الأخير من الليل، الذي يسبق طلوع الفجر.

ووقت السَّحور هو وقت الاستغفار والدعاء و المناجاة ، فعلى المسلم اغتنامه وملؤه بالتوجه إلى الله ليكون وقت النية مملوءاً بالأنوار والنفحات و الخشوع والاستغفار لنفسه ولأهله ولأولاده، وهذا ما فعله سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام عندما أظهر أولاده ندمهم بسبب فعلهم بأخيهم وطلبوا من أبيهم الاستغفار فقال: ﴿قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وأجّلَ الاستغفار لهم إلى وقت السَّحر.

 

      • تنبيه:

 مما يلزم الانتباه إليه هو دخول وقت الفجر ولو لم يؤذن المؤذن.

فبدخول الوقت يجب الامتناع عن الأكل والشرب والجِماع، ولو لم يسمع الأذان.

 وإذا كان المؤذن قد بدأ بالأذان لا يجوز الاستمرار في تناول الطعام بل يجب التوقف فوراً.

 وفي بعض البلاد يؤذن مرتين، مرة أولى قبل دخول الوقت بربع ساعة، ويسمى أذان الإمساك، وهو للتنبيه إلى قرب الفجر الصادق، فلا يمنع طعاماً، فالأكل وقت هذا الأذان وبعده ليس ممنوعاً، حتى يؤذن الأذان الثاني الذي هو للإعلام ببدء الصوم، ووقتها يجب التوقف فوراً  وإخراج اللقمة إن كانت في فمه وعدم الابتلاع.

جعل الله صيام الأمة مقبولاً، وذنبها مغفوراً، وفرج عن جميع المسلمين..