المقال الثاني من سلسلة مقالات التوعية الدينية بالأحاديث النبوية من ركن التوعية الأسبوعي للشيخ محمد أبو بكر باذيب: معنى حديث «سبّ الدهْر» الجزء الثالث

ركن التوعية الأسبوعي هو مكوَّن رئيسٌ في موقع (معهد نور الهدى العالمي للعلوم الإسلامية) ينشر فيه كل أسبوع مقالٌ جديد، صوتاً وكتابةً. بعضها مقالاتٌ متسلسلة، وبعضها مفردةٌ القصدُ منها إفادة القراء والسامعين بمواضيع قيمة علمية أو سلوكية إلى مناقشة ما يطرأ على الساحة الدينية من قضايا مستجدّة. يتناول هذا البحث شرح الحديث الوارد في النهي عن سب الدهر، وإبراز معانيه، والأحكام الفقهية المستنبطة منه، وتحرير الخلاف الواقع بين علماء المسلمين في المسألة، والله الموفق.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المبحث السابع: تقسيم العلماء سب الدهر إلى أنواع ثلاثة

بوَّب البيهقي (ت 458هـ) في كتاب «الآداب» [ص 148]: (بابُ النهي عن سبِّ الدهر عند نزولِ المصائب به، وهو يعتقد: أنَّ الدهْر هو الذي يفعلُ به ما ينزلُ به من المصائب). ومفهومه: التفريقُ بين من يعتقد ذلك، ومن لا يعتقد.

أما أقدم من قسَّم مسألة سب الدهر إلى أقسام ثلاثة، هو أبو المظفر السمعاني، منصور بن محمد (ت 489هـ)، في «تفسيره» [5/ 143]، حيث قال: «وفي معنى الخبر ثلاثة أوجه»:

الوجه الأول: أن معناه: «إن الله هو الدهر»، أي: خالقُ الدهر.

الوجه الثاني: «لا تسبوا الدهرَ» فإني فاعلُ الأشياء. وكانوا يضيفون الفعلَ إلى الدهر ويسبُّونه. «فإن الله هو الدهر»، يعني: أن الله فاعل الأشياء لا الدهر، وهذا قول معتمدٌ.

الوجه الثالث: وهو أنهم كانوا يعتقدُون بقاءَ الدهر، وأنه لا يبقى شيءٌ مع بقاء الدهر. فقال: لا تسبوا الدهرَ، يعني: لا تسبُّوا الذين يعتقدون أنه الباقي؛ فإن الله هو الدهر. يعني: فإن الله هو الباقي بقاءَ الأبدِ، على ما يعتقدون في الدهر»، اهـ. وفي «بذل المجهود» [13/ 662] أوجهٌ قريبة من هذه، ولكنها دونها في التفصيل.

التفصيل.

المبحث الثامن: حكم من سبَّ الدهْر من المسلمين

بعد جمع النصوص من كتب أهل العلم، من المتقدمين والمتأخرين، وجدت أن بينهم اتفاقاً في مسألةٍ وهي إكفار من اعتقد تأثير الدهر بنفسه، واختلافاً في أخرَى وهي إعذار الشعراء المسلمين في عتابهم الدهر.

[1] فأما المسألة التي اتفقوا عليها: فهي أن الدهريين من العربِ قبل الإسلام مشركون بالله، لأنهم جعلوا الدهر مؤثراً بنفسه، فأكسبوه صفة الخالق تعالى. ومثلهم في الحكم من اعتقد ذلك من أهل الإسلام، وقد بوب الحافظ البيهقي (458هـ) للحديث في كتاب «الآداب» [ص 148]: (بابُ النهي عن سبِّ الدهر عند نزول المصَائب به، وهو يعتقِدُ أن الدهرَ هو الذي يفعلُ به ما ينزلُ به من المصائب».

قال القرطبي (ت 656هـ) في «المفهم» [5/ 547-548]: «ويراد بابن آدم هنا: أهلُ الجاهلية، ومن جرَى مجراهم؛ ممن يطلقُ هذا اللفظ، ولا يتحرَّز منه. فإن الغالبَ من أحوال بني آدم: إطلاقُ نسبة الأفعال إلى الدَّهْر، فيذمُّونَه، ويسفِّهونه إذا لم تحصل لهم أغراضُهم، ويمدحونه إذا حصلت لهم. وأكثر ما يوجد ذلك في كلام الشعراء والفصحاء. ولا شك في كفر من نسب تلك الأفعال أو شيئا منها للدهر حقيقة، واعتقد ذلك»، اهـ. ونقله ابن العراقي في تتمة «طرح التثريب» [8/ 156]، وابن الملقن (ت 830هـ) في «التوضيح» [23/ 230]، وشيخنا الهرري في «الكوكب الوهاج» [22/ 383].

وقال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» [10/ 566]: «قال المحققون: من نسبَ شيئًا من الأفعال إلى الدهر حقيقةً؛ كفَر»، ونقله الزرقاني (ت 1122هـ) في «شرح الموطأ» [4/ 637]، والسهارنفوري (ت 1346هـ) في «بذل المجهود» [13/ 663]، وموسى لاشين في «فتح المنعم» [9/ 35]. وقال الآلوسي في «تفسيره» [13/ 151]: «ومن الناس من قال: إن سبّه كبيرةٌ، إن اعتقَد أن له تأثيراً فيما نزل به، كما كان يعتقد جهلةُ العرب. وفيه نظرٌ! لأن اعتقادَ ذلك كفرٌ، ولي الكلام فيه». وقال: «وعدَّ بعضُهم سبَّه كبيرةً، لأنه يؤدي إلى سبِّه تعالى، وهو كفْرٌ، وما أدى إليه فأدنَى مراتبه: أن يكون كُفراً».

[2] وأما المسألة التي اختلفوا فيها: فهي إعذار الشعراء الإسلاميين، قدماء ومحدثين. فقد انقسموا على ثلاثة أقوال، وتفصيل ذلك فيما يأتي.

الفريق الأول: وهم الذين ذهبوا إلى إعذار المسلم مطلقاً، ولاسيما الشعراء منهم. وقد احتجَّ ابن قتيبة (ت 276هـ) في «تأويل مختلف الحديث» [ص 124] بقول أبي ذؤيب الهذلي (ت 27هـ)، وهو من المخَضْرمين، معدود في التابعين:

أمِنَ المنُونِ وريبِه تتوجَّعُ      والدهْرُ ليسَ بمعْتبٍ من يجزعُ

قال: «يقولون: لعنَ الله هذا الدهْرَ. ويسمُّونه: المنُون. لأنه جالبٌ المنونَ عليهم عندَهم، والمنونُ: المنيةُ». ونقل الحافظ ابن عبدالبر (ت 463هـ) في «التمهيد» [18/ 155]. أشعاراً كثيرة لإسلاميين، كلها تناولت الدهر. منها قول المساور بن هند (ت نحو 75هـ):

      بليتُ وعلمي في البلاد مكَانه      وأفنى شبابي الدهر وهو جديد

ومقول أبي العتاهية (ت 211هـ):

إن الزمان إذا رمَى لمصيبُ          والعود منه إذا عجمتَ صليبُ

إن الزمانَ لأهلِه لمؤدبٌ                    لو كان ينفع فيهم التأديبُ

كيف اغتررتَ بصرف دهركَ يا أخي     كيف اغتررتَ به وأنت لبيبُ

ولقد رأيتُك للزمَان مجرِّبا                  لو كان يحكمُ رأيَك التجريبُ

 

قال ابن عبدالبر: «فذكر الزمانَ والدهر وهما سواءٌ، ومرادُه في ذلك كله: ما يحدِثُ الله من العِبر فيها لمن اعتبر». وقول ابن المغيرة في شعرٍ يرثي به أباه:

أين من يسلم من صرف الردى            حكم الموت علينا فعدل
فكأنا لا نرى ما قد نرى                   وخطوب الدهر فينا تنتضل

قال: وهذا سابقٌ البربري على فضله، يقول:

المرء يجمع والزمان يفرق            ويظل يرقع والخطوب تمزق

وهذا سليمان العدويُّ، وكان خيراً متديناً، يقول:

أيا دهرا عملت فينا أذاكا                      ووليتنا بعد وجه قفاكا

جعلت الشرار علينا رؤوسا               وأجلست سفلتنا مستواكا

فيا دهر إن كنت عاديتنا                 فها قد صنعت بنا ما كفاكا

قال ابن عبدالبر: «والأشعارُ في هذا لا يحاط بها كثرةً، وفيما لوحنا به منها كفايةٌ، والحمد لله». وقال أيضاً: «وأشعارُهم في هذا أكثر من أن تحصى، خرجتْ كلها على المجَاز والاستعارة. والمعروفُ من مذاهبِ العرب في كلامها: أنهم يسمُّون الشيءَ ويعبِّرون عنه بما يقرب منه، وبما هو فيه. فكأنهم أرادوا ما ينزلُ بهم في الليل والنهار من مصائب الأيام، فجاء النهيُ عن ذلك تنزيهاً لله لأنه الفاعلُ ذلك بهم في الحقيقة. وجرى ذلك على الألسنة في الإسلام وهم لا يريدون ذلكَ؛ ألا ترى أن المسلمين الخيارَ الفُضَلاء قد استعملُوا ذلك في أشعارهِم، على دينهم وإيمانهم، جرياً في ذلك على عادتهم، وعلماً بالمرادِ، وأن ذلك مفهومٌ معلومٌ، لا يشكِلُ على ذي لبّ!».

وقال: «وروينا أن مالكَ بن أنسٍ، رحمه الله، كان ينشدُ لبعض صالحي أهل المدينة:

أخي لا تعتقد دنيا                   قليلا ما تواتيكا

فكم قد أهلكت خلا                    أليفا لو تنبيكا

ولا تغررك زهرتها             فتلقي السم في فيكا

فمرةً يضيفونَ ذلك إلى الدهر، ومرةً إلى الزمان، ومرةً إلى الأيام، ومرةً إلى الدنيا. وذلك كله مفهومُ المعنَى على ما ذكرنا وفسَّرنا، والحمد لله»، اهـ. قال القرطبي (ت 656هـ) في «تفسيره» [16/ 171] بعد أن نقل بعض أشعار الإسلاميين: «ومثله كثيرٌ في الشعر، ينسبُونَ ذلك إلى الدهر، ويضيفونه إليه، واللهُ سبحانه الفاعلُ لا ربَّ سِواه».

الفريق الثاني: وهم الذين قالوا بالكراهة، وهم الجمهور، وفيهم أكابر المتقدمين والمتأخرين، وبالنظر إلى أبواب كتب الحديث التي روى أصحابها الحديث نجد أنهم أدرجوها في (باب النهي عن سبِّ الدهر)، كما هو الحال عند الحارث بن أبي أسامة (ت 282هـ) في «مسنده» [2/ 830]، وأبي عوانة (ت 316هـ) في «المستخرج» [17/ 198]، والطبراني (ت 360هـ) في كتاب «الدعاء» [ص 563]، وعبدالحق الإشبيلي (ت 581هـ) في «الأحكام الكبرى» [3/ 229]، والنووي (ت 676هـ) في تبويب «صحيح مسلم» [4/ 1762]. جميعهم عبَّروا بالنهي، ولم يذكروا في المسألة كفراً أو تحريماً شديداً.

قال القرطبي (ت 656هـ) في «المفهم» [5/ 548]: «وأما من جرت هذه الألفاظ على لسانه ولا يعتقد صحة تلك: فليس بكَافر، ولكنه قد تشبَّه بأهل الكفر، وبالجاهلية في الإطلاق. وقد ارتكب ما نهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه. فليتب، وليستغفر الله تعالى»، ونقله ابن الملقن (ت 804هـ) في «التوضيح» [23/ 230]. ومثله قول ابن حجر (ت 852هـ) في «فتح الباري» [10/ 566]، وعبارته: «ومن جرَى هذا اللفظُ على لسَانه غير معتقدٍ لذلك فليسَ بكافر، يكره له ذلكَ، لشبهِه بأهل الكُفر في الإطلاق»، ونقله الزرقاني (ت 1122هـ) في «شرح الموطأ» [4/ 637]، والسهارنفوري (ت 1346هـ) في «بذل المجهود» [13/ 663]، وزاد: «وهو نحو التفصيل الماضي في قولهم: مُطِرنا بكذا». قال أبوالثناء الآلوسي (ت 1270هـ) في «تفسيره» [13/ 151]: «كلام الشافعية صريح بأن ذلك مكروهٌ، لا حرامٌ، فضْلاً عن كونه كبيرة».

الفريق الثالث: من ذهب إلى كونها كبيرةً، وشدد النكير: كابن تيمية (ت 728هـ)، قال في «الصارم المسلول» [ص 562]: «فقد نهى رسولُ الله عليه الصلاة والسلام عن هذا القول وحرَّمه، ولم يذكر كفراً ولا قتلاً. والقولُ المحرَّم يقتضي التعزيرَ والتنكِيل». وقال ابن القيم (ت 751هـ) في «زاد المعاد» [2/ 354]: «فسابُّ الدهر دائرٌ بين أمرينِ، لا بد له من أحدهما: إما سبُّه لله، أو الشركُ به. (1) فإنه إذا اعتقدَ أن الدهْر فاعلٌ مع الله، فهو مشركٌ. (2) وإن اعتقد أن الله وحدَه هو الذي فعل ذلكَ، وهو يسبُّ من فعله؛ فقد سبَّ الله»، اهـ. ونقل العبارة الأخيرة مؤلف «معجم المناهي اللفظية» [ص 201].

وظاهر العبارتين عدم إعذار المسلم المتلفظ بذم الدهر، شعراً كان أم غيره، ومقتضى ذلك أيضاً: تحريم القول مطلقاً، حتى وإن اعتقد أن الدهر لا يتصرف بنفسه. وعبارة ابن القيم أشد من عبارة شيخه، فإنه لم يقدم عذراً لقائل، ولم يفرق بين شاعر وغيره. وهو صريح قول سليمان بن عبدالله (ت 1233هـ) مؤلف «تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد» [ص 528] في قوله: «الحديثُ صريحٌ في النهي عن سبِّ الدهر مطلقاً. سواءً اعتقد أنه فاعلٌ، أو لم يعتقد ذلكَ. كما يقعُ كثيراً ممن يعتقد الإسلام. كقول ابن المعتز:

يا دهر ويحك ما أبقيت لي أحدًا          وأنت والدُ سوءٍ تأكلُ الولدَا

وقول أبي الطيب:

قبحا لوجهك يا زمان كأنه                     وجه له من كل قبح برقع

وقول الطوفي[1]:

إن تبتلى بلئام الناس يرفعُهم     عليك دهرٌ لأهل الفضل قد خانا

وقول الحريري:

ولا تأمن الدهر الخؤون ومكره          فكم خامل أخنى عليه ونابه

ونحو ذلك كثير. وكل هذا داخل في الحديث»، انتهى.

ويماثله قول عبدالرحمن بن حسن (ت 1285هـ) في «قرة عيون الموحدين» [ص 213]: «ونسبة الفعل إلى الدهر ومسبتُه كثيرةٌ في أشعار المولَّدين، كابن المعتز، والمتنبي، وغيرهما». وقول ابن سعدي (ت 1376هـ) في «القول السديد» [ص 148]: «هذا واقع كثير في الجاهلية، وتبعهم على هذا كثير من الفسَّاق والمجَّان والحمْقى، إذا جرت تصَاريف الدهرِ على خلاف مرادهم؛ جعلوا يسبون الدهر».

[1] وهو: سليمان بن عبدالقوي الطوفي الحنبلي، من أبيات له يمتدح شيخه تقي الدين ابن تيمية بعد خروجه من الحبس سنة 707هـ.

خلاصة البحث

وقد أتى أبوالثناء الآلوسي في «تفسيره» [13/ 151] بخلاصة مفيدة للمسألة، قال: «والذي يتَّجِهُ في ذلك تفصيلٌ، وهو أن من سبه، فإن أراد به: (1) الزمنَ، فلا كلامَ في الكراهة. (2) أو: الله عزَّ وجل؛ فلا كلامَ في الكفر. ومثلُه: إذا أراد المؤثِّر الحقيقيِّ، فإنه ليس إلا الله سبحانه. (3) وإن أطلق؛ فهذا محلُ التردُّد، لاحتمال الكفْرِ وغيره. وظاهرُ كلامهم هنا أيضاً: الكراهةُ، لأن المتبادرَ منه: الزمنُ. وإطلاقه على الله تعالى، كما قالَ بعضُ الأجلَّة، إنما هو بطريق التجوُّز»، انتهى.

وحاصل ذلك: أن أهل العلم على ثلاثة مذاهب:

  • من ذهب إلى الإعذار مطلقاً، وأنه مما يتسمح به في الأشعار، وهو مذهب ابن عبدالبر في «التمهيد»، والقرطبي في «تفسيره».
  • من ذهب إلى الكراهة، وهم الشافعية وبعضُ المالكية. كما تقدم النقلُ عن القرطبي من المالكية في «المفهم»، وأن كفارته الاستغفار، ونقله ابن الملقن في «التوضيح»، وبه قال العسقلاني في «فتح الباري» ونقله الزرقاني في «شرح الموطأ»، والسهارنفوري في «بذل المجهود». وأيده الآلوسي في «تفسيره» قائلاً: «كلامُ الشافعية صريحٌ بأن ذلك مكروهٌ، لا حرامٌ، فضْلاً عن كونه كبيرةً».
  • من ذهب إلى التحريم والقَول بأنه كبيرةٌ، وهم الحنابلةُ، وهو صريح كلام ابن تيمية وابن القيم، وشراح كتاب «التوحيد»، ومن نقل عنهم من المعاصرين.

* * *

وبناء على ما سبق، فإن إنشاد الأشعار التي فيها تذمُّر من الدّهر، أو شكْوَى من أحداثِ الدَّهر ونوازله، وغير ذلك مما تقدم ذكره وشرحه، وإيراد النماذج المتعددة منه من أشعار المتقدمين والمتأخرين، ليس فيه ما يحوج السامعين إلى الإنكار على قائله أو منشده. فقد بسط الحافظ الكبير ابن عبدالبر المالكي (ت 463هـ) رحمه الله العذر لكل شعراء المسلمين في هذا الباب. وغاية الأمر عند بعض الفقهاء من الشافعية والمالكية أن النهي للكراهة، وأما التشدد ورمي المسلمين بالكفر أو الشرك، فهذا منهج غير سديد، وحتى من قالوا إن ذم الدهر مطلقاً من الكبائر والمحرمات، لم يكفروا الشعراء، بل خصصوا وقوع الكفر بمن اعتقد في الدهر ما لا يصح من العقائد الباطلة، وهذا الاعتقاد ينزه المسلم عنه، لأن الأصل في المسلم البراءة من ذلك، واتهام الناس لا يجوز، وإيقاعهم في الحرج من غير حجة أو دليل؛ من الباطل والمنكر الذي ينبغي الانتهاء عنه، والله سبحانه وتعالى أعلم.

ختاماً؛ ومن أهل العلم من أفرد هذه المسألة بتأليف، والذي وقفت عليه من ذلك: «الحوار الدائر في سب الدهر عند نزول الدوائر»، تأليف محمد بن محمد بن عبدالجبار السماوي اليماني الزيدي (ت 1410هـ)، ذكره السيد عبدالله الحبشي في «مصادر الفكر» (ص 166)، ولم يذكر شيئاً عنه سوى العنوان، ولم أقف عليه. هذا، والله تعالى أعلى وأعلم.

ختاماً؛ ومن أهل العلم من أفرد هذه المسألة بتأليف، والذي وقفت عليه من ذلك: «الحوار الدائر في سب الدهر عند نزول الدوائر»، تأليف محمد بن محمد بن عبدالجبار السماوي اليماني الزيدي (ت 1410هـ)، ذكره السيد عبدالله الحبشي في «مصادر الفكر» (ص 166)، ولم يذكر شيئاً عنه سوى العنوان، ولم أقف عليه. هذا، والله تعالى أعلى وأعلم.

وصلى الله على سيدنا وقرة أعيننا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

 

[1] وهو سليمان بن عبدالقوي الطوفي الحنبلي، من أبيات له يمتدح الشيخ ابن تيمية بعد خروجه من الحبس سنة 707هـ.