التوعية الأسبوعية: مقال افتتاحي ودرس للشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

يقدم لنا الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب المتخصص في أصول الدين مقالا افتتاحيا في التوعية الإسلامية، وتأتي أهمية المقال في كونه يتناول حيثيات ركن التوعية الأسبوعي بمعهد نور الهدى والذي يشتمل في كل أسبوع على مقال توعوي جديد؛ وهي توعية تهدف إلى بيان واجبات الدين ونشر السلوك القويم، ومناقشة الشكاوى المطروحة في عالمنا المعاصر، وملامسة حياة المسلم وحاجاته الضرورية.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤا أحد. والصلاة والسلام على السيد السند، والكهف والمعتمد، سيد السادات، وخير البريات، رسول الله سيدنا محمد بن عبدالله، محبوب مولاه، وصفوته من رسله وأنبياه.

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا محمد، صلاة ترضيك وترضيه وترضى بها عنا يا رب العالمين، ونسألك التوفيق لشكرك.

أما بعد؛

فهذا هو المقال الافتتاحي لهذه الزاوية التي أسميناها (ركن التوعية الأسبوعية)، والتي يأتي تأسيسها متزامناً مع إطلاق الموقع العربي للمعهد المبارك (معهد نور الهدى العالمي للعلوم الشرعية)، المنبثق عن موقع (SeekersGuidance) التعليمي الناطق باللغة الإنجليزية.

هذا الركن، بمشيئة الله تعالى، سوف يشتمل في كل أسبوع على مقال توعوي جديد، وسوف تكون بعض المقالات ذات سلاسل موضوعية، القصد منها لفت أنظار واهتمام السامعين والمتلقين إلى تصحيح بعض المفاهيم الدينية العلمية أو السلوكية، كما يقصد منها بث التوعية الدينية في أوساط عامة المسلمين لاسيما المهاجرين في بلاد الغرب، وكافة المتابعين من عموم الدول العربية والإسلامية.

إننا في (معهد نور الهدى العالمي)، نؤدي رسالة كبرى، ونحمل هماً عظيماً، هو هم التبليغ الديني، وإحاطة المسلم بواجباته الدينية، ونشر العلم الشرعي والسلوك القويم في أوساط الأجيال الناشئة من أبناء المسلمين، وتوعيتهم بواجباتهم تجاه عقيدتهم الإسلامية أولاً، وتجاه أعمالهم وعباداتهم الخاصة، ثم تجاه معاملاتهم العامة مع الآخرين سواءً مسلمين أو غير مسلمين، حتى يظل المسلم نموذجاً حياً للفرد النافع لمجتمَعِه وأمَّته، بعد أن يكون نافعاً لنفسه ولوالديه وأسرته.

إن الكثير من المسلمين يشتكون شكاوى مريرة من انحراف بعض أبنائهم، أو من عزوفهم عن السلوكيات الدينية، ويريدون أن يقوموا سلوكهم وأخلاقهم، بعيداً عن الأجواء العامة، والأشخاص ذوي الميول السيئة في محيطهم القريب، وهذا المطلب هو ما يرغب فيه كل مسلم غيور على أبنائه وعلى أخلاقهم.

إن الحل يكمن في توجيه الأبناء الوجهة الصحيحة، وإرشادهم إلى الصحبة الطيبة، وإلى استغلال الأوقات فيما يعود عليهم بالنفع الديني والدنيوي، وتحفيزهم على القراءة الموجهة الهادفة، مع إعطائهم شيئاً من الحرية في اللعب والقيام بالنزهات مع الوالدين أو الأصحاب المعروفين باستقامتهم. لابد أن يكون الأبوان قريبين من أبنائهم، يعرفون مشاكلهم، ويسعون إلى الارتقاء بهم عقلياً وفكرياً، ليصبحوا أفراداً صالحين نافعين.

إن مقالات (ركن التوعية الأسبوعي) ستحاول أن تلامس الاحتياجات الضرورية الملحة للفرد المسلم، من خلال ترسيخ الثقافة الإسلامية الأصيلة، المبنية على نصوص الكتاب والسنة. وتلمس المواضيع التي يحتاج إليها شباب اليوم في مختلف المجتمعات.

نسأل الله تعالى أن يجعل النيات خالصة لوجهه الكريم، وأن يرزقنا الفهم السديد، والعقل الرشيد، وصلى الله على معلم البشرية وهاديها الأعظم، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.