ماهي الألوان المعتبرة في بداية الحيض وآخره؟

يجيب عن السؤال الشيخ د. باسم عيتاني

سؤال

ماهي الألوان المعتبرة في بداية الحيض وآخره؟

 الجواب

      أختي الفاضلة هذا السؤال يراود كثيراً من النساء، والمرأة عند حيضتها وفي عادتها ترى ألواناً متنوعة في بداية الحيض وفي آخره مثل لون الحمرة والخضرة والصفرة وغيرها، فهل تعتبر من الحيض؟

      الحيض طبيعة للمرأة جعله الله قانوناً يسري على كل بنات حواء، وهو علامة بما فيه من الألوان يدلل التشريع المحمدي الذي امتلأ رحمة ورأفة للمرأة على أنه مخفف ومسقط بعض العبادات في أيام الحيض الذي أقله ثلاثة أيام وأكثره عشرة أيام كصوم رمضان للحائض فإنها لاتصومه ولكنها تقضي أياماً أخر، وكالصلاة فإنها لا تصلي ولا تقضي، فالقرآن أثبت أن الحيض هو نوع من الأذى،

قال الله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى﴾ [البقرة: 222] وهذا الأذى الذي يحصل للمرأة بسبب الحيض جعل الله له تشريعاً مناسباً يتماشى مع هذه العادة الرتيبة للأنثى، وبما يعود للمرأة من مصلحة نفسية وجسدية.

     فما تراه المرأة من الألوان في أيام عادتها في الحيض من الأسود والحُمرة والصُفرة والكُدرة (كلون الماء الوسخ) والتُّربية (كلون التُّراب) والخُضرة، سواء كان في بداية الحيض أو في آخره، كله حيض في المعتمد من الذهب الحنفي. [حاشية ابن عابدين] [1]

      ودليل اللون الأسود بأنه حيض قول رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ دمَ الحَيْضِ دَمٌ أَسْوَد يُعْرَف»  [سنن أبي داود والنسائي] [2].

      وأما دليل الألوان الأخرى بأنها حيض فهو ماورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنه (كَانَ النِّسَاءُ يَبْعَثْنَ إِلَى عَائِشَةَ بِالدُّرْجَةِ فِيهَا الْكُرْسُفُ فِيهِ الصُّفْرَةُ مِنْ دَمِ الْحَيْضِ فَتقولِ: لَا تَعْجَلْنَ حَتَّى تَرَيْنَ الْقِصَّةَ الْبَيْضَاءَ) [مالك في الموطأ] [3]

      ومعنى الحديث: أن بعض النساء الحائضات في زمن السيدة عائشة رضي الله عنها يرسلن إليها خرقة أو قطنة من دم الحيض ويكون اللون أصفر، فكانت تخبرهن بأن يصبرن ويتمهلن حتى يرين الماء الأبيض في آخر الحيض، فجعلت علامة الطهر البياض الخالص، فعُلم أن ما سواه من الألوان الصفرة والكدرة وغيرهما حيض، ومثله لا يُعرف إلا سماعاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه ليس مما يتوصل إليه العقل بمفرده فيجعل تشريعاً.

      وأما ما تراه خارج أيام الحيض مثل الصفرة والكدرة والحمرة والخضرة فلا يُعدّ حيضاً، لما ورد عن الصحابية أم عطية، رضي الله عنها قالت: (كُنَّا لا نَعُدُّ الْكُدْرَة وَالصُّفْرَة بَعْدَ الطُّهْرِ شَيْئَاً) [سنن أبي داود] [4] والألوان الأخرى تلحق بهما لأنها خارج عن أيام الحيض أيضاً.

والله الموفق والأعلم بالصواب



تمت الإجابة عن السؤال من قبل الشيخ د. باسم عيتاني، وتمت مراجعة الإجابة من قبل الشيخ فراز رباني.

 

الشيخ د. باسم عيتاني من علماء لبنان، حاصل على دكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 2005.
من مشايخه: الشيخ محمد طه سكر والشيخ أديب الكلاس، الشيخ عبد الرحمن الشاغوري، الشيخ عبد الرزاق الحلبي، د. مصطفى البغا، د. وهبي الزحيلي، د. محمد الزحيلي وغيرهم رحمهم الله جميعاً.
لديه العديد من الخبرات والتخصصات العلمية والإدارية، وقد شغل مناصب علمية وإدارية في العديد من الجهات والمؤسسات العلمية والثقافية والإسلامية الحكومية وغير الحكومية في لبنان وخارجه.