هل يوجد فرق بين صلاة الرجل وصلاة المرأة؟

تمت الإجابة عن السؤال من الشيخ د. محمد أبو بكر باذيب

السؤال

هل يوجد فرق بين صلاة الرجل وصلاة المرأة؟

باسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد؛

      فإن الرجل والمرأة مشتركان في وجوب أداء العبادات والتكاليف الشرعية، مع وجود فوارق بين الجنسين في توقيت بعض العبادات، وبعضها تختلف من حيث التفاصيل الفرعية لا القضايا العامة. 

أهم الفوارق بين صلاة الجنسين:

  1. نزول دم الحيض في المرأة كل شهر، فهو مانع يمنع صحة الصلاة، وكذلك يمنع صحة الصوم والطواف بالبيت. فيجب عليها الامتناع عن ذلك وقت نزول دم الحيض (الدورة الشهرية). لحديث: «لا تقبل صلاة بغير طهور» [صحيح مسلم] [1]، والحائض غير طاهرة. ولا يجب عليها قضاء الصلاة التي فاتتها.
  2.  ليس على المرأة أذان ولا إقامة لأن الأذان شرع له رفع الصوت والمرأة لا يجوز لها رفع صوتها.

  3.  المرأة عورة في الصلاة إلا وجهها وكفاها، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار» [سنن الترمذي، سنن أبي داود، سنن ابن ماجه] [2].
  4.  أن صلاة المرأة في جوف بيتها هو الأفضل لها، بينما الرجل صلاته في المسجد جماعة هي الأفضل. والدليل ما ورد عن عبد اللَّه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: «صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حُجرتها، وصلاتها في مُخدعها أفضل من صلاتها في بيتها» [سنن أبي داود، صحيح ابن خزيمة، البيهقي: السنن الكبرى] [3].

  5.  أنَّ المرأة تجمع نفسها، أي تضم يديها الى جنبيها، في الركوع والسجود بدلاً من التجافي الذي هو للرجال، لأنه أستر لها.
  6.  أن المرأة لا يجوز أن تكون إمامة للرجل، بينما الرجل يكون إماماً للرجال والنساء سواء. وهذا بإجماع المسلمين.

  7.  وأيضاً المرأة تصلي خلف الرجل ولا تساويه كالرجال في الصف. عن أنس بن مالك، أن جدته مليكة دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعته، فأكل منه، ثم قال: “قوموا فلنصل بكم، قال أنس: فقمت إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس، فنضحته بالماء، فقام عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصففت عليه أنا، واليتيم وراءه، والعجوز من ورائنا، فصلى بنا ركعتين، ثم انصرف” [سنن الترمذي] [4]

فمن خلال هذه المسائل التي تقدمت، نعلم أن الشريعة الإسلامية سوت بين الرجل والمرأة في أكثر الأحكام، إلا ما كان منها يمس خصوصية المرأة من حيث تكوينها الجسماني وضعفها، فراعى الشرع تلك الخصوصيات وذلك الضعف، ورحمها بتحفيف بعض الأحكام عنها، فتتجلى بذلك سماحة الدين الإسلامي في أبهى صوره، والحمد لله رب العالمين.


تمت الإجابة عن السؤال من قبل الشيخ د. محمد أبو بكر باذيب، وراجعها الشيخ د. محمد فايز عوض.

محمد أبو بكر باذيب عالم إسلامي من علماء اليمن، نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية (AMU). تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…
يشرف على القسم العربي في سيكرز عربية للعلوم الشرعية (seekersguidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] صحيح مسلم (224).
[2] سنن الترمذي (378)، سنن أبي داود (641)، وسنن ابن ماجه (655).
[3] سنن أبي داود (570)، صحيح ابن خزيمة (1690) والبيهقي: السنن الكبرى (3/ 131).
[4] سنن الترمذي (234).