هل ينقض الوضوء بخروج المذي؟

 يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

السؤال

هل ينقض الوضوء بخروج المذي؟

الجواب

بسم الله والحمدلله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد؛

نعم، المذي ينقص الوضوء ولا تصح الصلاة ولا أداء العبادات بعد خروجه، بل لابد من تجديد الوضوء عند إرادة فعل العبادات مرة أخرى.

لأن المذي نجس، كالبول، فعن أمير المؤمنين علي، رضي الله عنه، قال: كنت رجلاً مذّاء، فكنت أستحيي أن أسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- لمكان ابنته، فأمرت المقداد فسأله فقال: «يغسل ذكره ويتوضأ». متفق عليه. وفي رواية عند أبي داود، عنه، رضي الله عنه، قال: كنت رجلا مذاء فجعلت أغتسل حتى تشقق ظهري، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم – أو ذكر له – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تفعل إذا رأيت المذي فاغسل ذكرك، وتوضأ وضوءك للصلاة، فإذا فضخت الماء فاغتسل».

والمَذْيُ، هو: سائل شفاف لزِج رقيق، يخرج عند الملاعبة بشَهوةٍ، بلا دفق.

ختاما، فالواجب على المسلم أن يكون على انتباه من هذه الأمور الخفية، وأن يتورع عن أداء العبادة إذا شك في خروج شيء منه، وليبادر بغسل محاشمه ومذاكيره، ويجدد وضوءه قبل الصلاة. والله أعلم.

المراجع:

البخاري، صحيح البخاري: 1/45، حديث 132.

مسلم، صحيح مسلم: 1/169، حديث 721.

السجستاني، سنن أبي داود: 1/53، حديث 206.

[الشيخ] الدكتور محمد أبو بكر باذيب

هو الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب عالم إسلامي من علماء اليمن، مواليد شبام – حضرموت 1976م

نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية .(AMU)

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…

كان مديرَ المطبوعات في دار الفقيه، ونائبَ مدير العلاقات الثقافية بجامعة الأحقاف سابقاً، ومساعدَ شؤون الموظفين في شركة عطية للحديد سابقاً، وباحثاً في مركز السنة التابع لمؤسسة دلة البرك، وباحثاً في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة

وهو الآن باحث في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويقوم بالتدريس التقليدي بطريقة الإجازة في دار الفقهاء تركيا، ويشرف على القسم العربي بمعهد نور الهدى العالمي (SeekersGuidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول

من مؤلفاته: جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي، وإسهامات علماء حضرموت في نشر الإسلام وعلومه في الهند، وحدائق النعيم في الفقه الشافعي،  بالإضافة إلى تحقيق عدد من الكتب الفقهية والتاريخية وفي فن التراجم والأثبات (الأسانيد)