هل يمكن لفتاة مسلمة (18 سنة) أن تستخدم وسائل منع الحمل لتنظيم الدورة الشهرية المؤلمة قبل الزواج؟

 يجيب عن السؤال الشيخ عبد الرحمن الخرسة

السؤال

هل يمكن لفتاة مسلمة (18 سنة) أن تستخدم وسائل منع الحمل لتنظيم الدورة الشهرية المؤلمة قبل الزواج؟

الجواب

الحمد لله

فطر الله تعالى الإنسان على حبِّ النسل والذرية، وجعله يحرص على الولد قال تعالى: {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين}[سورة آل عمران: 14] وكان من أهم مقاصد النكاح في الإسلام طلب الذرية الصالحة قال النبي صلى الله عليه وسلم: {تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم} وفي رواية: {تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة}(1).

وقد بنى أهل العلم على هذا أنه لا يشرع للمسلمة استعمال وسائل منع الحمل إلا إذا دعت ضرورة لذلك أو حاجة ملحة، واشترطوا لذلك أن لا يكون في استعمالها أيُّ ضرر على المرأة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: {لا ضرر ولا ضرار}(2).

وبالتالي فإن من اللازم شرعاً لهذه الفتاة أن تسأل الأطباء المختصين عن أضرار استعمال هذه الوسائل، فإذا ثبت أنه لا ضرر عليها في استعمالها فإنه يباح لها الاستعمال بقدر حاجتها إلى تنظيم دورتها.

وإننا ننصح هذه الفتاة وغيرها بتوخي الحذر والانتباه فلربما خفيت الأضرار عليها فأصابها مكروه ما في جسدها أو نفسها، حفظ الله تعالى المسلمين والمسلمات صغاراً وكباراً ووفقهم لما فيه الخير لهم في الدنيا والأخرة.


(1) أخرجه البيهقي بإسناد صحيح.
(2) أخرجه أحمد وابن ماجه بإسناد صحيح.