هل يجوز للمراة أن تتزوج دون موافقة وليها؟

 يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

السؤال

هل يجوز للمراة أن تتزوج دون موافقة وليها؟

الجواب

بسم الله والحمدلله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد؛

فإن الإسلام صان الأبضاع وحافظ عليها من الدنس، ومن اختلاط الأنساب، ومن كل ما من شأنه أن يخدش في قدسية ذلك الرباط العظيم الذي جعله الله بين الرجل والمرأة، قال صلى الله عليه وسلم: “أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحُها باطلٌ، ثلاثاً. فإن دخل بها، فلها المهرُ بما استحل من فرجها، فإن تشاجروا فالسلطان ولى من لا ولي له” حسنه الترمذيُّ، وصححه الحاكمُ وابن حبان(1). قال الإمام الروياني الشافعي: “هذا نص إبطال النكاح بغير ولي من غير تخصيص ولا تمييز”(2).

قال الإمام الحصني في (كفاية الأخيار): “الوليُّ أحد أركان النكاح، فلا يصح إلا بولي، لقوله تعالى: {فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن} [البقرة: 232]، نزلت في معقل بن يسار، حين حلفَ أن لا يزوِّج أخته من مطلّقها، فلو كان للمرأة أن تعقد لما نهي عن عضلها.

ولقوله صلى الله عليه وسلم: “لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل وما كان من نكاح غير ذلك فهو باطل”(3)،  وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تزوج المرأة المرأة، ولا تزوج نفسها”(4). وكنا نقولُ التي تزوج نفسها هي الزانية(5). وعن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل ثلاث مرات”(6)، وقال ابن معين: إنه أصح ما في الباب”(7).

فاتضح بما سقناه من الأدلة الشرعية، ومن كلام أهل العلم، أن زواج المرأة من غير ولي ولا شهود نكاح باطل، وهو حرام، فعلى المرأة المسلمة أن تتنبه وتتيقظ لهذا الأمر الجلل، ولا تنساق مع الدعوات الغريبة التي تدعوها إلى التحرر من الدين، وخلع ربقة التكاليف الشرعية، فإن ذلك خطر عظيم، وفيه هلاك للحرث والنسل، وإفساد عظيم في الأرض، والله لا يحب الفساد، نسأل الله أن يصون أعراض المسلمات ويسترهن، وأن يسخر الصالحين للصالحات، والله الموفق والهادي سواء السبيل.

الهوامش:

1- البخاري, صحيح البخاؤي، حديث رقم (5971)، مسلم، صحيح مسلم، حديث رقم (2548).
2- مسلم، صحيح مسلم: 2/1060، حديث رقم 1437.

وينظر للمزيد: الكتب المؤلفة في حقوق الزوجة، وفقه الأسرة.

[الشيخ] الدكتور محمد أبو بكر باذيب

 

هو الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب عالم إسلامي من علماء اليمن، مواليد شبام – حضرموت 1976م

نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية .(AMU)

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…

كان مديرَ المطبوعات في دار الفقيه، ونائبَ مدير العلاقات الثقافية بجامعة الأحقاف سابقاً، ومساعدَ شؤون الموظفين في شركة عطية للحديد سابقاً، وباحثاً في مركز السنة التابع لمؤسسة دلة البرك، وباحثاً في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة

وهو الآن باحث في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويقوم بالتدريس التقليدي بطريقة الإجازة في دار الفقهاء تركيا، ويشرف على القسم العربي بمعهد نور الهدى العالمي (SeekersGuidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول

من مؤلفاته: جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي، وإسهامات علماء حضرموت في نشر الإسلام وعلومه في الهند، وحدائق النعيم في الفقه الشافعي،  بالإضافة إلى تحقيق عدد من الكتب الفقهية والتاريخية وفي فن التراجم والأثبات (الأسانيد)