هل يجوز للحامل أن تفطر في رمضان؟ و ماذا عليها لو أفطرت؟ (حنفي)

يجيب عن السؤال الشيخ د. باسم عيتاني

السؤال

هل يجوز للحامل أن تفطر في رمضان؟ و ماذا عليها لو أفطرت؟

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد؛

يجوز للحامل أن تفطر في رمضان إذا خافت على نفسها أو على جنينها الذي في بطنها، وتعرف ذلك إما بشعورها بتوعك صحي لا يُمكّنها من الصيام، أو بتجربة سابقة كحمل سابق تتعب فيه تعباً ينهكها، أو بأن تمنعها طبيبة حاذقة ماهرة مسلمة ثقة من الصوم خوفاً عليها أو على جنينها، فإذا أفطرت عليها قضاء ما أفطرت من الأيام فقط دون الفدية المالية.

وهذه رخصة للحامل في التشريع الإسلامي لرفع الحرج عنها، وقد ثبت الترخص في الآية الكريمة:
﴿وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]  وليس المراد من المرض صورته أو عين المرض، فإن المريض الذي لا يضره الصوم ليس له أن يُفطر، فكان ذكر المرض عبارة عن أمر يضر الصوم معه وهو معنى المرض، وقد وُجد ههنا، فتدخل الحامل تحت الرخصة. [ينظر: الكاساني، بدائع الصنائع].

والآية لم تذكر إلا قضاء الأيام فعدة من أيام أخر فقط، فلا نزيد على ذلك شيئاً.

ومن الأدلة على الترخص أيضاً في هذه المسألة ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ اللهَ تعالى وَضَعَ عِن المُسَافِرِ الصَّومَ، وشَطْرَ الصَّلاةِ، وَعَن الحَامِلِ أو المُرضِعِ الصَّومَ أو الصِّيَامَ» [رواه الترمذي].

 فإن الله تعالى في شرعه راعى المرأة الحامل في الصيام حتى لا يثقل على من تحمي النوع البشري في بطنها وهو هذا الإنسان، فكانت سبباً لاستمرار البشرية ، فجعل تشريعاً حكمياً ميسراً مقروناً مع الترخص ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ [البقرة: 185] لأجل مقصد عالٍ.

والله الهادي إلى الصواب.


تمت الإجابة عن السؤال من قبل الشيخ د. باسم عيتاني، وتمت مراجعة الإجابة من قبل الشيخ فراز رباني. 

الشيخ د. باسم عيتاني من علماء لبنان، حاصل على دكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 2005.
من مشايخه: الشيخ محمد طه سكر والشيخ أديب الكلاس، الشيخ عبد الرحمن الشاغوري، الشيخ عبد الرزاق الحلبي، د. مصطفى البغا، د. وهبي الزحيلي، د. محمد الزحيلي وغيرهم رحمهم الله جميعاً.
لديه العديد من الخبرات والتخصصات العلمية والإدارية، وقد شغل مناصب علمية وإدارية في العديد من الجهات والمؤسسات العلمية والثقافية والإسلامية الحكومية وغير الحكومية في لبنان وخارجه.