هل هناك كلمات من لغات غير العربية في القرآن أرجو تفصيل الإجابة؟

يجيب عن السؤال الشيخ  أنس الموسى

السؤال

هل هناك كلمات من لغات غير العربية في القرآن أرجو تفصيل الإجابة؟

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
إن ما تسأل عنه أخي السائل يندرج تحتَ ما يسميه العلماء: الألفاظُ المعرَّبة في القرآن.
 و “المُعَرَّب”: لفظ استعملته العربُ في معنى وُضِع له في غير لُغتهم.
وقضية الألفاظ المعرَّبة في القرآن هي إحدى القضايا اللغوية المتصلة بالقرآن الكريم، وقد اهتم بها العلماء منذ زمن طويل، مما جعل الإمام السيوطي يفرد مصنفًا خاصًا لها، سماه: “المهذَّب فيما وقع في القرآن من المعرَّب”. (1)
وقد اختلف العلماء في وقوع المعرب في القرآن فمنهم من أجاز ومنهم من منع ومنهم من توسط، ولعل الراجح من أقوال العلماء – والله تعالى أعلم – هو القول الوسط، الذي يرى:  تصديق المجوِّزين والمانعين جميعاً؛ وذلك أنَّ هذه الألفاظ التي قيل إنّها معربة، أصولها أعجمية، لكنها وقعت للعرب، فعرَّبتها بألسنتها، وحوَّلتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها، فصارت عربية، ثم نزل القرآن، وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، فمن قال: إنها عربية، فهو صادق، ومن قال: إنها أعجمية، فصادق، على ما سيأتي تفصيله.
هذا وقد نظم القاضي تاج الدين السبكي الألفاظ التي قيل إنها معرَّبة في القرآن فكانت عنده سبعةً وعشرين لفظاً فقال:
السَّلْسَبِيلُ وَطَهَ كُوِّرَتْ بِيَعٌ … إسْتَبْرَقٌ صَلَواتٌ سُنْدُسٌ طُورُ
والزنجبيلُ ومِشْكاةٌ سرادق مع … رُومٌ وَطُوبَى وسِجِّيلٌ وكافُورُ
كذا قَرَاطِيسُ ربَّانِيُّهُم وغَسَّا … قٌ ثُمَّ دِينارٌ القسطاسُ مَشْهورُ
كَذَاكَ قَسْوَرَةٌ وَاليَمُّ ناشِئةٌ … ويُؤْتِ كِفْلَيْنِ مَذكُورٌ ومَنْظُورُ
لَهُ مقاليدُ فِرْدَوْسٌ فَعُدَّ كَذَا … فيما حَكَى ابنُ دُريد مِنْهُ تَنُّورُ (2)
وهذه نماذج لما قيل إنها أعجمية في القرآن ذكرها السيوطي في المهذب: في قوله تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} [مريم: 24]: أي: بطنِها بالنبطية. (الجِبْت) [النساء: 51]: اسم الشيطان، بالحبشية. {دُرِّيٌّ} [النور: 35]: معناه المضيء، بالحبشية. (الرَّقِيم) [الكهف: 9]: قيل: إنه اللوح بالرومية. (3)

أولاً: أدلة المانعين من وجود المعرَّب في القرآن

يرى بعض أهل العلم ومنهم الإمام الشافعي، وابن جرير الطبري، وابن فارس، والباقلاني وغيرهم إلى عدم وقوع المعرَّب في القرآن؛ وذلك للآيات الكثيرة التي تدل على أن الله تعالى أنزل القرآن بلغة العرب، فقال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ‌قُرْآنًا ‌عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [يوسف: 2] وقال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ ‌قُرْآنًا ‌عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا ﴾ [طه: 113] وقال تعالى: ﴿ ‌قُرْآنًا ‌عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ [الزمر: 28]  وقال تعالى: ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا ‌لَقَالُوا ‌لَوْلَا ‌فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ﴾ [فصلت: 44] ولقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} [إبراهيم: 4] إلى غير ذلك من الآيات الناطقة بأن هذا القرآن عربي لا يشارك العربية فيه كلام أمة أخرى؛ فهي لسان القوم الذين أرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك ليستطيع أن يبلِّغ، وليستطيعوا أن يفهموا ويتدبروا. (4)
1– قال الشافعي: ” وقد تكلم في العلم مَن لو أمسك عن بعض ما تكلم فيه منه لكان الإمساكُ أولى به وأقرب من السلامة له إن شاء الله، فقال منهم قائل إن في القُرَآن عربياً وأعجميًا، والقُرَآن يدل على أنْ ليس من كتاب الله شئ إلاَّ بلسان العرب”. (5)
2- وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى في “مجاز القرآن”: ” نزل القرآن بلسان عربي مبين، فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول، ومن زعم أن (طه) بالنّبطيّة فقد أكبر….”، ثم قال: “وقد يوافق اللفظُ اللفظَ ويقاربُه ومعناهما واحد، وأحدهما بالعربية والآخر بالفارسية أو غيرها، فمن ذلك الإستبرق بالعربية، وهو الغليظ من الدّيباج، وهو بالفارسية إستبره”. (6)
3- وقال الزركشي: اعلم أن القرآن أنزله الله بلغة العرب، فلا يجوز قراءته وتلاوته إلاَّ بها؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّا ‌أَنْزَلْنَاهُ ‌قُرْآنًا ‌عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [يوسف: 2]، وقولُه تعالى: ﴿‌وَلَوْ ‌جَعَلْنَاهُ ‌قُرْآنًا ‌أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ﴾ [فصلت: 44] يدل على أنه ليس فيه غير العربي؛ لأن الله تعالى جعله معجزة شاهدة لنبيه عليه الصلاة والسلام، ودلالةً قاطعة لصدقه، وليتحدى العرب العرباء به، ويحاضر البلغاء والفصحاء والشعراء بآياته، فلو اشتمل على غير لغة العرب لم تكن له فائدة”. (7)
4- وقال أحمد بن فارس فيما يراه سبباً في عدم وجود الألفاظ المعرَّبة في القرآن: «لَوْ كَانَ فِيهِ مِنْ لُغَةِ غَيْرِ الْعَرَبِ شَيْءٌ لَتَوَهَّمَ مُتَوَهِّمٌ أَنَّ الْعَرَبَ ‌إِنَّمَا ‌عَجَزَتْ ‌عَنِ ‌الْإِتْيَانِ ‌بِمِثْلِهِ لِأَنَّهُ أَتَى بِلُغَاتٍ لَا يَعْرِفُونَهَا. (8)
5- وعلل بعض أهل العلم السبب الذي دعا بعض العلماء للقول بعجمة بعض ألفاظ القرآن فقال: كل هذه الألفاظ عربيةٌ صِرفة ولكن لغة العرب متسعة جدًا ولا يبعد أن تَخفى على الأكابر الجلة وقد خفي على ابن عباس معنى ” فاطر “. وقَالَ الشَّافِعِيُّ فِي الرِّسَالَةِ: “لَا يُحِيطُ بِاللُّغَةِ إِلَّا نَبِيٌّ”. (9)

ثانياً: أدلة المجوزين لوقوع المعرَّب في القرآن

وممن ذهب إلى وجود الألفاظ المعرَّبة في القرآن: ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وعطاء، وجلال الدين السيوطي وغيرهم. واحتجوا بأن في القرآن خاصًّا يجهله بعض العرب، ووجود من كان ينطق من العَجم بالشيء من لسان العرب، وأن جميع الرسل كانوا يرسَلُون إلى قومهم خاصة، أما محمد صلى الله عليه وسلم بُعث إلى الناس كافة؛ فليكن في القرآن عموم في اللغات كعموم المنزل عليه إلى العالم. (10)
1- قال ابن النقيب: «‌مِنْ ‌خَصَائِصِ ‌الْقُرْآنِ ‌عَلَى ‌سَائِرِ ‌كُتُبِ ‌اللَّهِ ‌تَعَالَى الْمُنَزَّلَةِ أَنَّهَا نَزَلَتْ بِلُغَةِ الْقَوْمِ الَّذِينَ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَنْزِلْ فِيهَا شَيْءٌ بِلُغَةِ غَيْرِهِمْ، وَالْقُرْآنُ احْتَوَى عَلَى جَمِيعِ لُغَاتِ الْعَرَبِ وَأُنْزِلَ فِيهِ بِلُغَاتِ غَيْرِهِمْ مِنَ الرُّومِ وَالْفُرْسِ وَالْحَبَشَةِ شَيْءٌ كَثِيرٌ”. (11)
2- وعقَّب السيوطي على كلام ابن النقيب السابق ومؤيداً له، فقال: “قلت وأيضاً فالنبي صلى الله عليه وسلم مرسَلٌ إلى كل أمة، وقد قال تعالى: ﴿‌وَمَا ‌أَرْسَلْنَا ‌مِنْ ‌رَسُولٍ ‌إِلَّا ‌بِلِسَانِ ‌قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾ [إبراهيم: 4]  فلا بد وأن يكون في الكتاب المبعوث به من لسان كل قوم، وإن كان أصله بلغة قومه هو”. (12)
3- ونقل السيوطي فقال: «وذهب آخرون إلى وقوعه فيه، وأجابوا عن قوله تعالى: (قُرْآناً عَرَبِيًّا) بأن الكلمات اليسيرة بغير العربية لا تخرجه عن كونه عربياً، بدليل أن القصيدة الفارسية لا تَخرُج عنها (الفارسية) بلفظة فيها عربية”…. ثم قال: ” وأقوى ‌ما ‌رأيته ‌للوقوع – وهو اختياري – ما أخرجه ابن جرير بسند صحيح عن أبي مَيْسرة التابعي الجليل، قال: في القرآن من كل لسان”. ثم قال السيوطي: “وروي مثله عن سعيد بن جبير ووهب بن منبه”. وعلَّق السيوطي على هذا الرأي بقوله: ” فهذه إشارة إلى أن حكمة وقوع هذه الألفاظ في القرآن أنه حوى علوم الأولين والآخرين ونبأ كل شيء فلا بد أن تقع فيه الإشارة إلى أنواع اللغات والألسن ليتم إحاطته بكل شيء فاختير له من كل لغة أعذبَها وأخفَّها وأكثرها استعمالا للعرب”. (13)
4- وعلل أبو المعالي عزيز بن عبد الملك (ت 494 هـ) سبب وجود الألفاظ المعربة فقال: «إنما وُجد هذا في كلام العرب؛ لأنها أوسع اللغات وأكثرها ألفاظًا ويجوز أن يكون العرب قد سبقهم غيرهم إلى هذه الألفاظ”. (14)
5- وقال ابن جرير: ما ورد عن ابن عباس وغيره من تفسير ألفاظ من القرآن أنها بالفارسية أو الحبشية أو النبطية أو نحو ذلك إنما اتفق فيها توارد اللغات فتكلمت بها العرب والفرس والحبشة بلفظ واحد”. (15)
6- يقول السيوطي: وقد رأيت الْخُوَيِّيَّ ذكر لوقوع المعرّب في القرآن فائدة أخرى فقال: ” إن قيل: إنّ (إستبرق) ليس بعربي… فنقول: لو اجتمع فصحاء العالم وأرادوا أن يتركوا هذه اللفظة ويأتوا بلفظة تقوم مقامها في الفصاحة لعجزوا عن ذلك. فمثلاً كلمة (إستبرق) إن أراد الفصيح أن يترك هذا اللفظ ويأتي بلفظ آخر لم يُمْكنه؛ لأن ما يقوم مقامه إما لفظ واحد أو ألفاظ متعددة، ولا يجد العربي لفظاً واحدا يدلّ عليه، لأن الثياب من الحرير عرفها العرب من الفرس، ولم يكن لهم بها عهد، ولا وُضع في اللغة العربية للديباج الثخين اسم، وإنما عرّبوا ما سمعوا من العجم، واستغنوا عن الوضع؛ لقلَّة وجوده عندهم وندرة تلفظهم به”. (16)

ثالثاً: الرأي الوسط للمعرَّب في القرآن:

وهو رأيٌ جَمَعَ بين أدلة المانعين والمجوِّزين؛ واحتجوا بأن اللغات تتلاقح في بعض الألفاظ، ويأخذ بعضُها من بعض بحكم الاتصال بين الأفراد والجماعات والشعوب، كونها ضرورة من ضرورات العلاقات الاجتماعية للبشر، فما يوجد فيها من ألفاظ متَّحدة قد يكون لانتساب لغتين إلى أصل واحد أو لشئٍ آخر، وقد يكون نقلاً من لغةٍ إلى لغة، وإذا نقل لفظ واستعمله الناقلون مدة طويلة صار من لغتهم. فإذا كان في القرآن الكريم أو لغة العرب ألفاظ أصلها غير عربي مثل: أباريق، وأرائك، وإستبرق، فقد استعملها العرب وصارت مألوفة لهم، وأجروا عليها قواعد لغتهم في الإعراب والاشتقاق والإفراد والتثنية والجمع وغيرها، وأما إن لم تكن العرب تخاطبت بها ولا عرفتها، استحال أن يخاطبهم الله بما لا يعرفون، وحينئذ لا يكون القرآن عربيًا مبيناً، ولا يكون الرسول مخاطِبًا لقومه بلسانهم. (17)
1- قال ابن عطية
: «والذي أقوله إن القاعدة والعقيدة هي أن القرآن نزل بلسان عربي مبين، فليس فيه لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها إلاَّ من لسان آخر، فأما هذه الألفاظ وما جرى مجراها فإنه قد كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلغتهم بعضَ مخالطة لسائر الألسن بتجارات، وبرحلتي قريش، وبسفر مسافرين، كسفر أبي عمرو إلى الشام … فَعَلِقَت العربُ بهذا كلِّه ألفاظًا أعجمية غيّرت بعضَها بالنَّقص من حروفها، وجرت في تخفيف ثِقَل العُجمة، واستعملتها في أشعارها، ومحاوراتها، حتى جرت مجرى العربي الفصيح، ووقع فيها البيان. وعلى هذا الحد نزل بها «القرآن» فان جهلها عربي، فكجهله الصريح بما في لغة غيره….ثم قال: فحقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية، ولكن استعملتها العرب وعرَّبتها فهي عربية بهذا الوجه”. (18)
2- وقال أبو عبيد القاسم بن سلام بعد أن حكى القول بالوقوع عن الفقهاء والمنع عن أهل العربية: “والصواب عندي مذهب فيه تصديق القولين جميعاً، وذلك أن هذه الأحرف أصولها أعجمية – كما قال الفقهاء – لكنها وقعت للعرب فعرَّبتها بألسنتها وحوَّلتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها، فصارت عربية، ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، فمن قال إنها عربية فهو صادق ومن قال: إنها عجيبة فصادق. وهذا هو الذي جزم به ابن جرير، ومال إلى هذا القول الجواليقي وابن الجوزي وآخرون. (19)
ملحوظة: رجح هذا القول محمد محيسن فقال: “أرى أن هذا هو القول السديد الذي تطمئن اليه النفس لأنه يعتبر متمشيًا مع النصوص القرآنية الصريحة، ولا ينبغي العدول عنه، بل لا يلتفت إلى ما سواه”. (20)

والخلاصة:

 إن من منع وجود المعرَّب في القرآن فبسبب الآيات التي تثبت عروبته كقوله تعالى: ﴿إِنَّا ‌أَنْزَلْنَاهُ ‌قُرْآنًا ‌عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [يوسف: 2] ومن أجاز ذلك فإنه لا يخالف ما أشارت إليه الآيات ولا يعارض القرآن وإنما فهمها فهماً آخر وتماشى مع الشائع المشتهر كما وضحناه، لكن الرأي الوسط الذي يجمع بين القولين هو الأنسب والله تعالى أعلم.
والحقيقة مسألة المعرَّب في القرآن طويلة الذُّيول، وما ذكرته هو جزء بسيط مما أثير حول الموضوع؛ فأنصح السائل بمراجعة كتاب “المهذَّب فيما وقع في القرآن من المعرَّب” للإمام جلال الدين السيوطي حيث خصص كتابه هذا للحديث عن المعرَّب في القرآن، وذكر الألفاظ التي قيل إنها معرَّبة في القرآن ورتبها على حروف الهجاء. بالإضافة للرجوع لكتب علوم القرآن كـ “البرهان في علوم القرآن” للزركشي، و “الإتقان في علوم القرآن” للسيوطي، والرجوع لكتاب “الرسالة” للإمام الشافعي.
وأخيراً: وجود عدد وإن كان نادرًا جدًا من الألفاظ ذات الأصل غير العربي، ومن مختلف اللغات القديمة- على رأي المجوزين – يحمل إشارةً إلى عالَميَّة الدعوة الإسلامية، وأن القرآن حوى علوم الأولين والآخرين، ونبأ كلِّ شيء، فلابد أن فيه الإشارة إلى أنواع اللغات، والألسن، ليتم إحاطته بكل شيء؛ فاختير له من كل لغة أعذبها وأخفها، وأكثرها استعمالاً للعرب. والله تعالى أعلم

وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

(1): ينظر: معترك الأقران في إعجاز القرآن للسيوطي (1/55)؛ الإتقان للسيوطي (3/383).
(2): معترك الأقران للسيوطي (1/56).
(3): ينظر: البرهان في علوم القرآن للزركشي (1/173).
(4): تفسير أبو السعود (1/20)، الإتقان للسيوطي النوع الستون (3/361).
(5): صحيح مسلم (879).
(6): ينظر: التفسير المنير للزحيلي (12/200).
(7): ينظر: تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ص67؛ المسائل والأجوبة في الحديث والتفسير لابن قتيبة ص216؛ الانتصار للقرآن للباقلاني (2/776).
(8):  ينظر: تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ص182،ص183؛ الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره وأحكامه وجمل من فنونه مكي بن أبي طالب (1/121).

[الشيخ] أنس الموسى

هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م 

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي. 

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.