هل لسورة الفاتحة أسماء أخرى؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى  

السؤال

 هل لسورة الفاتحة أسماء أخرى، ولماذا كل هذه الأسماء وهلاَّ ذكرتم لي بعض هذه الأسماء وما المقصود بها؟

الجواب

 

                                                بسم الله الرحمن الرحيم
نعم لسورة الفاتحة أسماء كثيرة؛ فقد يكون للسورة اسم واحد وهو كثير، وقد يكون لها اسمان فأكثر . وذكر السيوطي في كتاب الإتقان في علوم القرآن أنه وقف لسورة الفاتحة على نيف وعشرين اسما، وعلل كثرة أسماء هذه السورة؛ بأنَّ كثرةَ الأسماء دالةٌ على شَرَفِ المسمَّى.
وهذا التعدد في الأسماء يرجع إلى ذات واحدة، لكن كلَّ اسمٍ فيها يحمل من الصفة ما لا يحمله الاسم الآخر، وهذا هو سبب تعدد المسميات للشيء الواحد. (1)

ومن أسماء سورة الفاتحة:

 

  • فاتحة الكتاب:

لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” «هِيَ ‌فَاتِحَةُ ‌الْكِتَابِ، ‌وَهِيَ ‌السَّبْعُ ‌الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ». (2) قال السيوطي: وسميت بذلك لأنه يفتتح بها في المصاحف، وفي التعليم وفي القراءة في الصلاة، وقيل: لأنها أول سورة نزلت، وقيل: لأنها أول سورة كتبت في اللوح المحفوظ. (3)

 

  • القرآن العظيم، والسبع المثاني:

لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: فِي أُمِّ الْقُرْآنِ:

” ‌هِيَ ‌أُمُّ ‌الْقُرْآنِ، ‌وَهِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَهِيَ الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ“. (4)

  وسميت بالقرآن العظيم؛ لاشتمالها على المعاني التي في القرآن، وسميت بالسبع المثاني؛ السبع: لأنها سبع آيات، والمثاني: فيحتمل أن يكون مشتقاً من الثناء، لما فيها من الثناء على الله تعالى، ويحتمل أن يكون من الثُّنيا، لأن الله استثناها لهذه الأمة، ويحتمل أن يكون من التثنية قيل: لأنها تثنى في كل ركعة. (5)

وعن أبي سعيد بن المعلى قال: كنت أصلي في المسجد، فدعاني رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أجبه، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي، فقال:

(ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}). ثم قال لي: “لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد”

. ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: ألم تقل: (لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن). قال: ({الحمد لله رب العالمين}: هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته”. (6)

  • الوافية:

وكان سفيان بن عيينة يسميها به لأنها وافيةٌ بما في القرآن من المعاني. وتفسيرها أيضاً: أنها لا تُنَصَّف ولا تحتملُ الاختزال، ألا ترى أنّ كل سورة من سور القرآن لو قُرئ نصفُها في ركعة والنصفُ الآخر في ركعة كان جائزًا، ولو نُصِّفت فاتحة الكتاب فقُرئت في ركعتين كان غير جائز. (7)

 

  • الكافية:

لأنها تكفي في الصلاة عن غيرها، ولا يكفي غيرها عنها.

 

  • أم الكتاب:

ودليله ما رواه أبو داوود عن أبي سعيد الخدري في حديث طويل وفيه: ” فأتاهُ، فقرأ عليهِ ‌أمَّ ‌الكِتَابِ، ويَتْفُلُ، حتى برأ كأنما أُنْشِطَ من عقالٍ”. (8)

 

  • أم القرآن:

لقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ” ثَلَاثًا. (9)

 

  •  الصلاة:

لحديث: “قَالَ رسول الله صلى اله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” قَالَ اللَّهُ تَعَالَى؛ ‌قَسَمْتُ ‌الصَّلَاةَ ‌بَيْنِي ‌وَبَيْنَ ‌عَبْدِي ‌نِصْفَيْنِ. فَنِصْفُهَا لِي وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي”. (10)  الصلاة: أي السورة.

 

  • سورة الدعاء:

لاشتمالها عليه في قوله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم). (11)

 

وسميت: سورة الحمد، وسورة الشكر، وسورة الحمد الأولى، وسميت سورة الحمد القصوى، والواقية، والشافية، والشفاء…
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

(1):ينظر: البرهان في علوم القرآن للزركشي (1/269)؛ الإتقان في علوم القرآن للسيوطي (1/187)؛ المحرر في علوم القرآن د. مساعد الطيار ص171.

(2):ينظر: فضائل القرآن لأبي عبيد ص221؛ مسند أحمد (15730).
(3): الإتقان في علوم القرآن للسيوطي (1/188).
(4):مسند أحمد (9788).
(5):ينظر: البرهان في علوم القرآن للزركشي (1/270)؛ الإتقان في علوم القرآن (1/189) (1/190).
(6): صحيح البخاري (4204).
(7):ينظر: تفسير الثعلبي (2/493)؛ الإتقان للسيوطي (1/190)؛ معترك الأقران في إعجاز القرآن للسيوطي (3/196)؛ تفسير مفاتيح الغيب للرازي(1/158).
(8):سنن أبي داود (3900).
(9): صحيح مسلم (395).
(10):صحيح مسلم (395).
(11):ينظر: الإتقان للسيوطي (1/190)؛ معترك الاقران في إعجاز القرآن (3/196).