هل تفطر المرأة بذوق الطعام في رمضان؟

باسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد؛

      فإن صوم شهر رمضان من أركان الإسلام كما هو معلوم من الدين بالضرورة، ويجب على المسلم أن يبتعد عن كل ما من شأنه خدش الصيام، فضلاً عن تعاطي مفطر تعدياً أو جهلاً.

ومسألة تعاطي المفطرات بالنسبة للصائم من المسائل المهم معرفة ضابطها، فالضابط في المفطر: هو دخول جرم الى جوف عبر منفذ مفتوح.

١. أن يكون الداخل جرماً. أي: شيئاً ملموساً.

٢. أن يصل الجرم إلى جوفٍ.

٣. وأن يكون الوصول عبر منفذ مفتوح.

      فما لم يكن جرماً، أو لم يصل إلى الجوف، أو وصل شيء عبر منفذ غير مفتوح فليس من المفطرات. وتعريف الجرم والجوف ومحترزاتها مما يطول ذكره. ونكتفي هنا بالقيد الأول وهو أن يكون الواصل جرماً. خرج به ما ليس بجرم.

     ومسألة ذوق الطعام تتعلق بهذا القيد، فإن المرأة قد تحتاج أثناء طبخها إلى تذوق طعامها حتى لا ينقص ملحه أو نحو ذلك. والتذوق جائز مع الكراهة، بشرط عدم وصول شيء من الطعام إلى الحلق أو الجوف، قال الإمام النووي في (المنهاج): “وأن يحترز عن الحجامة، والقُبلة، وذوق الطعام” [1]، ومثله عبارة بافضل في (المقدمة الحضرمية)، وشيخ الإسلام زكريا في (أسنى المطالب)، وغيرها.

      قال ابن الملقن في (عجالة المحتاج): “فرعٌ: يكره له دخول الحمام؛ قاله الجرجانى في تحريره. وأن يحترز عن الحجامة، لأجل ما سلف فيها، والقبلة، خوف ما تقدم فيها، وذوق الطعام، خوف الوصول إلى حلقه” [2].

      وعليه، فينبغي التحرز عن ذوق الطعام مالم تكن هناك حاجة تلجئه إلى ذلك، وأن لا يتوسع في ذلك الأمر، خشية أن يقع في المحظور، والله أعلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] النووي، منهاج الطالبين: (ص 77)؛ بافضل، المقدمة الحضرمية: (ص 137)؛ الأنصاري، أسنى المطالب: 1/ 422.
[2] عجالة المحتاج إلى توجيه المنهاج (2/ 537).