هل تصح صلاة الجمعة إذا فاتني الخطبة؟

 

 يجيب عن السؤال الشيخ محمد فاىز عوض

السؤال

هل تصح صلاة الجمعة إذا فاتني الخطبة؟

الجواب

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فمن المعلوم أن الله أوجب على المؤمنين السعي إلى المساجد يوم الجمعة للصلاة بقوله تعالى) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (و المراد بذكر الله فيه: هو الخطبة، كما نص على ذلك معظم المفسرين ،
والخطبة شرط لصحة الجمعة عند الجمهور ومنهم الشافعية([1])
 وإن خطبة الجمعة لها شأن عظيم عند الله عز وجل فهي ذكر لله كما سماها الله في كتابه الكريم، وهي شعيرة من شعائر الدين، وقد صح في الحديث أن الملائكة تشهدها فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم:    « إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، وَقَفَتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ ، يَكْتُبُونَ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ ، وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي بَدَنَةً ، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً ، ثُمَّ كَبْشًا ، ثُمَّ دَجَاجَةً ، ثُمَّ بَيْضَةً ، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ وَيَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ »([2])
فيجب على المسلم أن يبادر إلى صلاة الجمعة حتى لا تفوته خطبة الجمعة وما فيها من فوائد ومواعظ ، وإذا لم يأتِ إلا في أثناء الخطبة أو في آخرها، أو لم يحضر إلا بعد إقامة الصلاة، أو بعد فوات ركعة من الجمعة، فجمعته صحيحة، وسماع الخطبة ليس شرطاً لصحة الصلاة، فتدرك الجمعة بإدراك ركعة منها، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « مَنْ أَدْرَكَ مِنْ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً ، فَقَدْ أَدْرَكَ » فمن تعمد عدم حضور خطبتي الجمعة فهو آثم وإن أجزأته صلاته
والدليل على وجوب حضورها أنها تحرم البيع ولولا وجوبها ما حرمته([3])، لأن المستحب لا يحرم المباح. لكن الصلاة في هذه الحالة مجزئة، وإن كان الشخص المذكور قد فاته خير كثير،
والمبادرة إلى الجمعة أعظم للأجر،
يقول الإمام النووي: ومذهب الشافعي وجماهير أصحابه وابن حبيب المالكي وجماهير العلماء استحباب التبكير إليها أول النهار، والساعات عندهم من أول النهار، والرواح يكون أول النهار وآخره([4]).
فالواجب على كل مسلم عدم التفريط في هذه الشعيرة الهامة من شعائر الإسلام وفقنا الله لذلك إنه ولي ذلك و القادر عليه .

([1]) بدائع الصنائع (2/ 195) عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة (1/ 227) المجموع (4/ 383)
([2]) البخاري (929) ومسلم (850)
([3]) أحكام القرآن – ابن العربي 4/٢٤٩
([4]) شرح النووي على صحيح مسلم 6/135