ما هي صفة سجدة السهو ومتى يجب الإتيان بها؟

يجيب عن السؤال الشيخ د. محمد محمد فايز عوض

السؤال

ما هي صفة سجدة السهو ومتى يجب الإتيان بها؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :

      فإن الإنسان قد يعرض له في صلاته نسيان أو شك في عدد الركعات أو بعض الأفعال فشرع سجود السهو  إرغاماً للشيطان، وجبراً للنقصان، وإرضاءً للرحمن.

حكمه:

      هو سنة عند الشافعي وليس بواجب، و يؤتى بسجدتي السهو قبل السلام من الصلاة ندبا و لو تركهما فصلاته صحيحة،

المقصود بالسهو هنا:

      خلل يوقعه المصلي في صلاته، سواء كان عمداً أو نسياناً كَتَرْكِ التَّشَهُّدِ الأَوَّلِ أَوْ الْقُنُوتِ عَمْدًا.

دليله:

      يدل لذلك ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه «قال: صلَّى بنا النبي صلى الله عليه وسلم الظهر أو العصر، فسلَّم، فقال له ذو اليدين: الصلاة يا رسول الله، أنقصت؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” أَحَقُّ ما يَقُولُ؟ “. قالوا: نعم، فَصلَّى ركعتين أُخْرَيَتَيْنِ، ثمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْن».

      وما رواه مسلم عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلاتِهِ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى، أَثَلاثًا أَمْ أَرْبَعًا؟ فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ، فَإِنْ كَانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعْنَ لَهُ صَلاتَهُ، وَإِنْ كَانَ صَلَّى إِتْمَامًا لأَرْبَعٍ كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ»

      قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: قوله صلى الله عليه وسلم: كانتا ترغيما للشيطان. أي: إغاظة له، وإذلالا. مأخوذ من الرغام وهو التراب، ومنه أرغم الله أنفه. والمعنى أن الشيطان لبّس عليه صلاته وتعرض لإفسادها ونقصها، فجعل الله تعالى للمصلي طريقا إلى جبر صلاته، وتدارك ما لبسه عليه، وإرغام الشيطان ورده خاسئا مُبعَدا عن مراده. وكملت صلاة ابن آدم، وامتثل أمر الله تعالى الذي عصى به إبليس من امتناعه من السجود. والله أعلم. اهـ.