ما هي الأدعية التي ينبغي لنا أن ندعوها لأبنائنا؟

 يجيب عن السؤال الشيخ عبد السميع ياقتي

السؤال

ما هي الأدعية التي ينبغي لنا أن ندعوها لأبنائنا؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين ، و بعد :

الدعاء هو حقيقة العبادة، و له فضلٌ عظيم، وأثر واضح في حياة المؤمن؛ و لذلك وجهنا الشرع إليه و أمرنا بالدعاء لأنفسنا و لأهلنا و أولادنا، و خير ما يدعو به المؤمن لنفسه و أولاده هو ما دعا به الأنبياء و الصالحون لذريتهم كما ذكر القرآن الكريم، و كما علمنا رسولنا الأمين صلى الله عليه و سلم، كالدعاء لهم بالصلاح و التمسك بالدين و العبادة و الطاعة لله تعالى، و طلب المغفرة و الرحمة و البركة لهم، و أن يعصمهم و يحفظهم من كل سوء و شر و شيطان، و أن يرزقهم العلم و الفهم و الحكمة و تأويل القرآن، و أن يبارك لهم في أرزاقهم و أعمارهم و أولادهم،و أن يجعلهم قرة عين لوالديهم، و غير ذلك من الأدعية المأثورة، و غير المأثورة مما فيه طلب خيري الدنيا و الآخرة ، و الله أعلم.

التفصيل و البيان:

«الدُّعَاءُ مُخُّ العِبَادَةِ» كما قال صلى الله عليه و سلم (1) ، و في رواية «الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ».
و لذلك أمر الله به عباده المؤمنين و وعدهم بالإجابة عليه، فقال تَعَالَى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]،
و لذلك: «مَنْ لَا يَدْعُو اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ» كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (2)

و هذا المعنى أكّدته هذه الآية العظيمة، قال تعالى :﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر 60]

و هذه الإجابة حاصلة لا محالة بوعد الله تعالى ، خاصة إذا تحقق العبد بآداب الدعاء و شروطه فيستجيب الله له، فيعطيه مثل ما سأل، أو يصرف عنه من السوء بمثل ما دعا به، أو يدخر له الأجر إلى يوم القيامة، كما قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَكُفَّ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ قَالَ: اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَكْثَرُ “(3)

– و لأهمية الدعاء و فضله و أثره على المسلم في نفسه و أهله و ماله؛ وجهنا الشرع إلى الدعاء بالخير للأولاد و الذرية، و نهانا عن الدعاء عليهم، كما قَالَ رسُولُ الله – صلى الله عليه وسلم: «لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ وَلَا تَدعُوا عَلَى أوْلادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أموَالِكُمْ، لا تُوافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسألُ فِيهَا عَطَاءً فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ». رواه مسلم. (4)

-و سنذكر فيما يلي مجموعة من الأدعية العظيمة، التي ينبغي أن ندعوا بها لأولادنا، و هي التي ذُكرت في القرآن الكريم، و التي دعا بها الأنبياء و الصالحون لأولادهم، بالإضافة إلى ما وجهنا إليه رسول الله -صلى الله عليه و سلم- بقوله و فعله، كدعائه للحسن و الحسين و لأولاد الصحابة رضي الله عنهم.

1- الدعاء للأولاد بالصلاح و قبول الأعمال و التمسك بالدين و الاستسلام لله و التوبة و الرجوع إليه:
كما جاء على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام، يقول تعالى: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾.[البقرة 127]، و قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ ﴾[إبراهيم: 35]، و قوله تعالى: ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ﴾[إبراهيم: 40]

و قوله تعالى في حق الإنسان الصالح : ﴿وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف :15]

2- الدعاء لهم بالمغفرة و الرحمة و دخول الجنة و النجاة من النار:
كما جاء على لسان الملائكة في دعائهم للمؤمنين و ذريتهم، يقول تعالى : ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [غافر: 7-8]

3- الدعاء لهم بالحفظ و الاستعاذة من الشيطان و شره، و أن يتقبلهم و ينبتهم نباتاً حسناً :
كما جاء على لسان أمِّ مريم عليها السلام، يقو ل تعالى: ﴿فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا ﴾ [آل عمران : 36-37]
و بهذا المعنى جاء الحديث و التوجيه النبوي الشريف، للرجل عندما يريد أن يأتي أهله، فعن ابن عباسٍ -رضي الله عنه- عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «لَوْ أنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أتَى أهْلَهُ قَالَ: بِسْمِ الله، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَقُضِيَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ، لَمْ يَضُرَّهُ».متفق عَلَيْهِ(5)

4- الدعاء لهم بأن يكونوا من أهل الوراثة النبوية و هي العلم، وبأن يجعلهم الله ذرية مَرْضيَّةً طيبةً مباركةً:
و كل ذلك جاء على لسان سيدنا زكريا -عليه السلام- لما كفل مريم، و دخل عليها المحراب؛ فوجد عندها رزقاً؛ فتوجه إلى الله بالدعاء، قال تعالى: ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾[آل عمران 38]
يقول الطبري في تفسيره : ( فلما رأى زكريا من حالها ذلك؛ قال: إنّ ربًّا أعطاها هذا في غير حينه، لقادرٌ على أن يرزقني ذرية طيبة! ورغب في الولد، فقام فصلَّى، ثم دعا ربه سرًّا)(6)،
يقول الله تعالى في سورة مريم : ﴿ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴾[مريم: 2-4]،
و في هذه الآيات إشارة إلى جملة عظيمة من آداب الدعاء: و ذلك بأن يستشعر الإنسان معنى الحضور مع الله في الدعاء، وأنه قريب منه يسمعه، فيناجيه و يناديه نداءً خفياً صادقاً مخلصاً لا رياء فيه، مع استشعار حالة الضعف و الذل و الحاجة له سبحانه و تعالى، و عندها يكرمه الله تعالى فيرحمه و يستجيب له ..، خاصةً و أنَّه سبحانه لم يُخيِّب دعاءه قبل ذلك كما قال سيدنا زكريا: ﴿وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا﴾،
و بعد هذه المقدمة في الدعاء و الدخول على الله تعالى؛ بدأ يبثُّ له همومه و شكواه و حاجته فقال: ﴿وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾ [مريم: 5-6] ، فجاءته البشرى والنداء الإلهي بإجابة الدعوة : ﴿يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: 7]
و ذكر الطبري في تفسير قوله تعالى: ﴿فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا﴾، يقول: (أي : فارزقني من عندك ولدا وارثاً ومعيناً. .. وعن مجاهد في قوله تعالى :﴿يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ﴾ قال: وكان وراثته علماً، وكان زكريا من ذرّية يعقوب.
وقوله ﴿وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا﴾ ، يقول: واجعل يا ربّ الولي الذي تهبه لي مرضياً ترضاه أنت ويرضاه عبادك ديناً وخُلُقاً وخَلْقاً).(7)
و قال تعالى في سورة آل عمران : ﴿فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (٣٩)﴾
و قال في سورة مريم مبيناً صفات هذا المولود العظيم الذي وهبه إياه : ﴿يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا * وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا * وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ﴾[مريم 12-15]

5- الدعاء لهم بأن يكونوا قرة عينٍ لآبائهم و أمهاتهم المؤمنين:
كما ذكر الله تعالى من جملة دعاء عباد الرحمن، فقال: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾[الفرقان”74] ،أي: يعبدونك و يطيعونك و يحسنون عبادتك، ولا يجرّون علينا الجرائر؛ فتقرّ بهم أعيننا في الدنيا والآخرة.

6- الدعاء لهم بأن يحبهم الله تعالى و يرحمهم :
كما في قوله صلى الله عليه و سلم في حق الحسن و الحسين : «هَذَانِ ابْنَايَ وَابْنَا ابْنَتِي، اللهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّهُمَا، فَأَحِبَّهُمَا، اللهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا»(8)
وعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما، قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه و سلم- يَأْخُذُنِي فَيُقْعِدُنِي عَلَى فَخِذِهِ وَيُقْعِدُ الْحَسَنَ عَلَى فَخِذِهِ الْأُخْرَى، ثُمَّ يَضُمُّهُمَا، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمَا فَإِنِّي أَرْحَمُهُمَا»(9)، و في رواية: “اللهم إني أحبهما فأحبهما”

7- الدعاء لهم بالحكمة و الفهم :
كما كان صلى الله عليه و سلم يدعو لابن عباس فيقول: «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ وَفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَاجْعَلْهُ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ»(10)، و في رواية : «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ تَأْوِيلَ الْقُرْآنِ»

8- الدعاء لهم بالحماية و التحصين من كل سوء و شر و حسد و عين:
فعَنِ ‌ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه أنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ يَقُولُ: أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ، وَيَقُولُ: هَكَذَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يُعَوِّذُ إِسْحَاقَ وَإِسْمَاعِيلَ. »(11)
الهامَّة: كل ذات سم يقتل، وجمعه هوام، و عين لامَّة: ذات لمم، واللمم: كل داء يلم من خبل أو جنون أو نحوهما، أي: من كل عين تصيب السوء

9- الدعاء لهم بالبركة في الرزق و الذرية و العمر و سائر النِّعم:
فعن قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَس بن مالك رضي الله عنه يقول: «قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ لِلنَّبِيِّ ﷺ أَنَسٌ خَادِمُكَ، ادْعُ اللَّهَ لَهُ. فقَالَ: اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ.» متفق عليه.(12)

بناء على ما سبق:

اعلم أخي السائل الكريم : أن الدعاء هو حقيقة العبادة ، و له تأثير حقيقي على حياة المؤمن و خاصةً إذا كان في الخير؛ فلا ينبغي أن نقصِّر في حقِّ أولادنا بالدعاء لهم بما دعا به الأنبياء و الصالحون لذريتهم من الأدعية المأثورة التي ذكرناها أعلاه، و كذلك بأي دعاء أو صيغة تجمع لهم فيها بين خيري الدنيا و الآخرة، و نسأل الله تعالى أن يحفظ أولادنا و أولادكم و أولاد جميع المسلمين و أن يجعلهم قرة عين، و أن يجعلهم هداة مهديين ينفع الله بهم العالمين اللهم آمين.

المراجع و المصادر :

  1. سنن الترمذي: رقم الحديث (2969)، و سنن أبي داود : رقم الحديث (1479).
  2. المستدرك على الصحيحين للحاكم: [1\ 667] رقم (1806)
  3. مسند الإمام أحمد : رقم ( 11133) ، [17\213]
  4. صحيح مسلم : رقم ( 3009) ، [ 8\233] .
  5. صحيح البخاري : رقم (141) [1\48]، و صحيح مسلم : رقم (1434)، [4\155]
  6. تفسير الطبري: [ 6\360] .
  7. تفسير الطبري: [ 18\146] .
  8. السنن الكبرى للنسائي: [7\459] رقم : (8471)
  9. صحيح البخاري: [8\8] رقم (6003).
  10. المستدرك للحاكم : [3\617] رقم (6287).
  11. سنن الترمذي [3\577] و مسند الإمام أحمد رقم (2112) و السنن الكبرى للنسائي رقم (7679] و غيرهم
  12. صحيح البخاري: [8\73] ، رقم (6334). وصحيح مسلم : [7\159] رقم (2480)

[الشيخ] عبد السميع ياقتي

الشيخ عبد السميع ياقتي عالم إسلامي من علماء سورية، مواليد حلب 1977م

نال الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة جامعة دمشق، ودبلوم التأهيل التربوي من كلية التربية جامعة حلب، ودبلوم الشريعة والماجستير في الشريعة من كلية الشريعة والقانون جامعة أم درمان في السودان، وهو الآن بصدد إعداد أطروحة الدكتوراة في جامعة محمد الفاتح في إسطنبول

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ عبد الرحمن الشاغوري، والشيخ مصطفى التركماني، والشيخ الدكتور نور الدين عتر، رحمهم الله، والشيخ الدكتور محمود مصري، والعلامة الحبيب عمر بن سالم بن حفيظ و الشيخ عمر بن حسين الخطيب والشيخ محمد الأمين الشنقيطي وغيرهم من علماء الشام وحضرموت والإمارات.

عمل في مجال التدريس والتوجيه الثقافي في دار الأيتام وفي ثانويات حلب، وكان إماماً وخطيباً وقارئاً في مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي، ومدرباً معتمداً للخطباء في برنامج تأهيل الخطباء في أبو ظبي

و يقوم بإعداد و تدريس برنامج تعليم الشباب في سيكرز عربية للعلوم الشرعية

للشيخ مؤلفات أهمها: إمام الحرمين الجويني بين علم الكلام وأصول الفقه، وبرنامج (رسول الله فينا) ﷺ