ما هو جزاء من يفطر في نهار رمضان من غير عذر؟

يجيب عن السؤال  الشيخ  محمد فايز عوض

السؤال

ما هو جزاء من يفطر في نهار رمضان من غير عذر؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه:
لا شكَّ أنَّ صِيامَ رمضان أحدُ أركان الإسلام الذي فرضه الله تعالى قال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183].وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ: شهادةِ أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، وإقامِ الصلاة، وإيتاءِ الزَّكاة، وحجِّ البيت، وصومِ رمضان»([1])

وعن أبي أُمامةَ – رضي الله عنه – قال: سمعتُ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقولُ: «بينما أنا نائمٌ أتاني رجلان، فأخَذَا بضبعيَّ، فأتيا بي جبَلاً وعرًا، فقالا: اصعَدْ، فقلت: إنِّي لا أطيقُه، فقالا: سنُسهِّله لك، فصعدت حتى إذا كنت في سَواد الجبل، إذا بأصواتٍ شديدةٍ، قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذه عواء أهل النار، ثم انطلق بي، فإذا أنا بقومٍ مُعلَّقين بعَراقِيبهم، مُشقَّقة أشداقهم تسيلُ أشداقهم دمًا، قال: قلت: مَن هؤلاء؟ قيل: الذين يفطرون قبل تحلَّة صومهم»([2])؛ وهذا الحديث دليلٌ على عظم ذَنب مَن أفطَر في نهار رمضان عمدًا من غير عُذْرٍ، وعَذابهم أنهم يُرَوْنَ في أقبح صورة وأبشع هيئةٍ مُعلَّقين بعَراقِيبهم كما يُعلِّق الجزار الذبيحة، وقد شُقَّتْ أشداقهم والدم يسيل منها.
وقد عدَّه الإمام الذهبي رحمه الله في كتابه من الكبائر (الكبيرة العاشرة: إفطار رمضان بلا عُذر ولا رُخصة)([3])،
ومَن ترَك صِيام رمضان بغير عُذْرٍ فلا يخلو إمَّا أنْ يترُكَه جحودًا والعياذ بالله وإمَّا أنْ يترُكه كسَلاً،
فإنْ ترَكَه جُحودًا بأنْ جحَد وُجوبَه، فقال: إنَّ الصيام ليس بواجبٍ في الشرع، فهذا كافرٌ مرتدٌّ؛ لأنَّه أنكَر أمرًا مجمعًا معلومًا من الدِّين بالضَّرورة، ورُكنًا من أركان الإسلام، وأمَّا مَن ترَكَه كسَلاً فالوعيد الشديد ينتَظِرُه.

وعلى من تركه كسلا أو إهمالا أن يتوب إلى الله تعالى بالندم والعزم الصادق على عدم الإفطار مستقبلا بغير عذر شرعي، وعليه المبادرة بقضاء ذلك اليوم،
وإن كان فطره بالجماع فإنه يلزمه مع القضاء الكفارة، وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا عن كل يوم أفسد صيامه بجماع
ولنتتأمل قول الله تعالى في ختام آيات الصوم: )يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ( وقوله )وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ( لندرك أن الصوم نعمة تستحق الشكرو بالتاي المحافظة عليها بأدائها كما أمر عز وجل ولهذا كان جماعة من السلف يتمنون أن يكون العام كله رمضان. نسأل الله أن يوفقنا جميعا و يهدينا، وأن يشرح صدورنا لما فيه سعادة الدنيا والآخرة. إنه غفور رحيم

([1]) البخاري (8) ومسلم (16)
([2]) ابن خزيمة (1986) وابن حبان (7491) والحاكم (1573)
([3]) الكبائر للذهبي ص 64

[الشيخ] محمد فايز عوض

هو الشيخ الدكتور محمد فايز عوض  من مواليد دمشق – سوريا 1965 

درس العلوم الشرعية في مساجد دمشق و معاهدها 

خريج الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1985

حائز على شهادة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية من الجامعة الإسلامية بهاولبور  في باكستان. 

له الخبرة الواسعة في وضع المناهج وتطوير التدريس للعديد من الدورات العلمية وإقامة دورات مكثفة.

درّس الفقه وأصوله وعلوم القرآن وتاريخ التشريع والفرائض وغيرها في عدة معاهد وجامعات مثل: معهد الفرقان للعلوم الشرعية، ومجمع الفتح الإسلامي في دمشق، 

مدرس في  جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية في اسطنول للعديد من المواد العربية و الشرعية

مدرس في عدد من المعاهد الشرعية في اسطنبول 

عضو رابطة علماء الشام، عضو مؤسسة زيد بن ثابت الأهلية، عضو رابطة العلماء السوريين، عضو المجلس العلمي لمركز الإيمان لتعليم السنة والقرآن..

من مشايخه الذين قرأ عليهم:

 والده الشيخ محمد محيي الدين عوض، والشيح محي الدين الكردي، والشيخ محمد كريّم راجح، والشيخ أسامة الرفاعي، والشيخ أيمن سويد، و الشيخ أحمد القلاش ، و الشيخ محمد عوامة ، والشيخ ممدوح جنيد.