ما معنى تبييت النية في رمضان عند الشافعية؟

يجيب عن السؤال الشيخ د. محمد أبو بكر باذيب

السؤال

ما معنى تبييت النية في رمضان عند الشافعية؟

الجواب

باسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد؛

      فإن صوم شهر رمضان من أركان الإسلام كما هو معلوم من الدين بالضرورة، وقد وردت السنة بالأمر بتبييت النية في فرض الصوم، ومعناها: أن ينوي بقلبه ويعزم على صوم الغد من رمضان، ولا بأس بالتلفظ بالنية ليساعد اللسان القلب على التذكر والاستحضار للنية.

أدلة وجوب التبييت عند الشافعية:

  • ما روت حفصة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يبيّت الصيامَ من الليل فلا صيام له». [أخرجه النسائي في “المجتبى” و ” السنن الكبرى”] [1].
  • وورد من طريق ابن شهاب عن سالم عن أبيه عن حفصة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يجمع الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له» [سنن الترمذي، وأبي داود، والنسائي، وابن ماجه، ومسند أحمد] [2].
      قال الإمام العمراني في (البيان): “ولا يصح صوم شهر رمضان ولا غيره من الصيام الواجب إلا بنية من الليل، وروي ذلك عن ابن عمر وحفصة بنت عمر، وبه قال مالك، وأحمد” [3]

والإمام النووي في (الروضة): “فرع: تبييتُ النية شرطٌ في صوم الفرض، فلو نوى قبل غروب الشمس صوم الغد، لم يصح. ولو نوى مع طلوع الفجر لم يصح على الأصح” [4].

وكذا الخطيب في (الإقناع): “فلو نوى قبل غروب الشمس لم يصحّ، ولو نوى مع طلوع الفجر لم يصحّ، على الأصح. ولا تختص النيةُ بالنصف الأخير من الليل على الصحيح، ولا تبطل بالأكل والجماع بعدها على المذهب” [5].
وعليه، فالواجب على المسلم التنبه لمسألة النية وتبييتها، وعدم الغفلة عنها، واتخاذ التدابير اللازمة لتذكرها.

والله الموفق والهادي سواء السبيل.


تمت الإجابة عن السؤال من قبل الشيخ د. محمد أبو بكر باذيب، وراجعها الشيخ د. محمد فايز عوض.

د. محمد أبو بكر باذيب عالم إسلامي من علماء اليمن، نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية (AMU). تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…
يشرف على القسم العربي سيكرز عربية للعلوم الشرعية (seekersguidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] النسائي، المجتبى: 4/ 197 (رقم 2334). والكبرى: 3/ 170 (رقم 2655).
[2] سنن الترمذي (رقم 730)؛ سنن أبي داود 2/ 130 (رقم 2454)؛ سنن النسائي، المجتبى: (رقم 2331، 2341)؛ سنن ابن ماجه (رقم 1700)؛ مسند الإمام أحمد 44/ 53 (رقم 26457).
[3] العمراني، البيان في مذهب الإمام الشافعي 3/ 489.
[4] النووي، روضة الطالبين وعمدة المفتين 2/ 351.
[5] الخطيب الشربيني، الإقناع في حل ألفاظ أبى شجاع 1/ 269.