ما حكم تناول المرأة لحبوب تأخير الحيض في رمضان؟

يجيب عن السؤال الشيخ د. محمد محمد فايز عوض

 

السؤال

ما حكم تناول المرأة لحبوب تأخير الحيض في رمضان؟

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله و على آله و صحبه و من والاه: وبعد؛

      فإن الحيض «أَمْرٌ كَتَبَهُ اللهُ عَلَى بَنَاتِ آَدَمَ» [صجيج البخاري ومسلم] [1]، و قد شرع الله الأحكام الشرعية المتسقة معه، ومن شروط وجوب أداء الصوم النقاء عن الحيض والنفاس.
فيجوز للمرأة شرب الدواء الذي يؤخر عنها الحيض، بشرط أن لا يحمل الدواء ضرراً محققاً على البدن يفوق المصلحة المرجوة منه، وبشرط إذن الزوج بذلك.

وقد نص بعض الفقهاء على حكم هذه المسألة:

      قال الإمام ابن الملقن: “ومن انقطع دمها لعلة، أي تعرف، كرضاع ومرض تصبر حتى تحيض، أي فتعتد بالإقراء, أو تيأس؛ فبالأشهر، ولا تبالي بطول مدة الانتظار” [ابن الملقن، عجالة المحتاج] [2] 

      واستدل بما رواه سعيد بن منصور أن ابن عمر سئل عن المرأة تشرب الدواء ليرفع حيضها حتى تطوف وتنفر؟ فلم ير به بأساً، ونعت لهم ماء الأراك. [مصنف عبد الرزاق] [3]

      وقال العلامة الفقيه عبدالله باقشير الحضرمي (مسألة: في (عجالة ابن النحوي): أن ابن عمر رضي الله عنه سئل عن شرب المرأة دواء يقطع الحيض؟ فلم يرَ به بأسا، ونعَتَ لهم ماء الأراك. انتهى. 

      وعلى قياسه: لو انقطع قبل الإياس فتداوت لعوده أنه يجوز، نعم في فعله لصغيرة لتبلغ به: نظر، لأنه تعجيل لتكليفها اللوازم ومباشرة الذنوب، وقد تكون بها ضرورة إلى ذلك ككونها يتيمة محتاجة تحتاج للتزويج فيقوى الجواز”، انتهى [فتاوى باقشير، قلائد الخرائد] [4].

      ومع ذلك نذكر المرأة أنها مأجورة إذا أفطرت في رمضان بسبب العذر الشرعي، لأنها بذلك تمتثل أمر الله عز وجل، فلا حاجة لتعريض نفسها لآفات الأدوية لأجل أمر كتبه الله عز وجل على بنات آدم، وليس عليهن فيه حرج شرعي. والله أعلم.

 

تمت الإجابة عن السؤال من قبل الشيخ د. محمد فايز عوض، وراجعها الشيخ د. محمد أبو بكر باذيب.


أ. د. محمد فايز عوض عالم إسلامي من علماء سورية، حائز على شهادة الدكتوراه في أصول الفقه من الجامعة الإسلامية في باكستان. له الخبرة الواسعة في وضع المناهج وتطوير التدريس للعديد من الدورات العلمية وإقامة دورات مكثفة.
درّس الفقه وأصوله وعلوم القرآن وتاريخ التشريع والفرائض وغيرها في عدة معاهد وجامعات مثل: معهد الفرقان للعلوم الشرعية، ومجمع الفتح الإسلامي في دمشق، وكذا جامعة السلطان محمد الفاتح في تركيا إلى الآن..
والشيخ عضو رابطة علماء الشام، ومؤسسة زيد بن ثابت الأهلية، ورابطة العلماء السوريين، والمجلس العلمي لمركز الإيمان لتعليم السنة والقرآن..
من مشايخه الذين قرأ عليهم: والده الشيخ محمد عوض، والشيح محي الدين الكردي، والشيخ كريّم راجح، والشيخ أسامة الرفاعي، والشيخ أيمن سويد، والشيخ ممدوح جنيد.
 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] البخاري (294) ومسلم (1211).
[2] ابن الملقن، عجالة المحتاج إلى توجيه المنهاج 3/ 1433.
[3] عبدالرزاق الصنعاني، مصنف عبد الرزاق 1/ 318 (1220).
[4]  عبد الله بن محمد باقشير، قلائد الخرائد و فرائد الفوائد 2/ 275. وابن النحوي الذي ذكره، هو نفسه ابن الملقن.