ما حكم الصلاة في الثياب التي عليها صور، كالتيشيرت (القمصان)؟

يجيب عن السؤال الشيخ محمد فايز عوض

السؤال

ما حكم الصلاة في الثياب التي عليها صور، كالتيشيرت (القمصان)؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد اختلف العلماء في حكم الصور و التصوير و لبس ما فيه صورة و السؤال عن حكم الصلاة في ثياب عليها صور وهذا يبنى على حكم لبس مثل هذه الثياب أصلا فقد اختلف أهل العلم في ذلك لاختلافهم هل اللبس فيه معنى الإهانة للصورة وعدم التعظيم لها فتكون من باب الصور الجائزة  كالوسائد والبسط أو هي من باب المعلق والمكرم فتلحق بالستور والصور المعلقة التي هتكها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنعها

– فذهب جمهور أهل العلم إلى كراهة لبس ما فيه صورة، لأن اللبس فيه شيء من الإهانة وعدم التعظيم فتلحق بما أذن فيه الشارع من الصور المهانة (1) كما فعلت عائشة لما هتك رسول الله صلى الله عليه وسلم الستر الذي فيه تصاوير قالت رضي الله عنها :  فجعلته وسائد (2) قال الحنفية: وتزول الكراهة إذا لبس فوقها ما يغطيها. (3)

– وذهب آخرون إلى تحريمها وهو المعتمد من مذهب الحنابلة والشافعية؛ لأن اللبس ليس فيه معنى الإهانة(4) وهذا فيما إذا كانت الصورة كاملة،

فإن كانت ناقصة لا تقوم الحياة بمثلها فالجمهور على جوازها

وعلى هذا فيمكن أن يقال :الملابس المحتوية على صورة مكبرة على الصدر أو الظهر إن كانت كاملة أو الرأس فقط يمنع منها لأنه ليس فيها معنى الإهانة والصورة الرأس

أما حكم الصلاة فصحيحة حتى ولو كانت الملابس محتوية على صورة لا يجوز لبسها فإن الصلاة صحيحة مع الإثم بلبسه الصورة لانفكاك جهة التحريم عن الصلاة.

الأسباب المشغلة

وينبغي للمسلم أن يبتعد كل الأسباب المشغلة له في الصلاة كما روت عَائِشَةُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلَامٌ ، فَنَظَرَ إِلَى أَعْلَامِهَا نَظْرَةً ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: «اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِهِ إِلَى أَبِي جَهْمٍ ، وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِي جَهْمٍ؛ فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِي آنِفًا عَنْ صَلَاتِي»(5)

كما ينبغي أن يلبس للصلاة أحسن ثيابه وأشرفها كما قال تعالى ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الأعراف :٣١]  يعني عند كل صلاة ،

رزقنا الله الخشوع و الأدب في صلاتنا و الحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد فايز عوض

هو الشيخ الدكتور محمد فايز عوض  من مواليد دمشق – سوريا 1965 

درس العلوم الشرعية في مساجد دمشق و معاهدها 

خريج الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1985

حائز على شهادة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية من الجامعة الإسلامية بهاولبور  في باكستان. 

له الخبرة الواسعة في وضع المناهج وتطوير التدريس للعديد من الدورات العلمية وإقامة دورات مكثفة.

درّس الفقه وأصوله وعلوم القرآن وتاريخ التشريع والفرائض وغيرها في عدة معاهد وجامعات مثل: معهد الفرقان للعلوم الشرعية، ومجمع الفتح الإسلامي في دمشق، 

مدرس في  جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية في اسطنول للعديد من المواد العربية و الشرعية

مدرس في عدد من المعاهد الشرعية في اسطنبول 

عضو رابطة علماء الشام، عضو مؤسسة زيد بن ثابت الأهلية، عضو رابطة العلماء السوريين، عضو المجلس العلمي لمركز الإيمان لتعليم السنة والقرآن..

من مشايخه الذين قرأ عليهم:

 والده الشيخ محمد محيي الدين عوض، والشيح محي الدين الكردي، والشيخ محمد كريّم راجح، والشيخ أسامة الرفاعي، والشيخ أيمن سويد، و الشيخ أحمد القلاش ، و الشيخ محمد عوامة ، والشيخ ممدوح جنيد.

([1])  الإنصاف للمَرْداوي (1/333)، كشَّاف القناع للبُهُوتي (1/280)،
([2]) أخرجه مسلم  (2107)
([3]) مواهب الجليل( 1/551) البحر الرائق( 2/29).
([4])الفروع ( 2 /74). منهاج الطالبين للنووي (223)، مغني المحتاج للشِّربيني (3/247).
([5]) أخرجه البخاري (373) ومسلم (556)