ما حكم الشفعة، وهل يجب العمل بها أم هي جائزة فقط؟ 

يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

السؤال

ما حكم الشفعة، وهل يجب العمل بها أم هي جائزة فقط؟

الجواب

الحمدلله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه.

أما بعد؛

فالشفعة من أنواع المعاملات الشرعية، التي أقرها الإسلام، وشرعت لحماية الحقوق.

تعريف الشفعة عند الفقهاء: حق تملك قهري يثبت للشريك القديم على الشريك الحادث فيما ملك بعوض(1). والأصل في جوازها حديث جابر: أنه صلى الله عليه وسلم قضى بالشفعة في كل ما لم يقسم، فاذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة، رواه البخاري.(2)

حكم الشفعة

حكم الشفعة: الشفعة جائزة ومشروعة(3)، لأنها حق شرعي، فمن أراد حقه أخذه، ومن تركه فيعد ذلك تنازلاً عنه، وعدم رغبة فيه.

ولفهم كيفية الشفعة والتمثيل لها، ننقل ما ورد في كتاب (الفقه المنهجي): (الشفعة حق  أثبته الشرعُ، يتملك به الشريك الأول ما باعه شريكُه لغيره. كما إذا كان اثنانِ شريكين في دار، فباع أحدُهما حصته لغير شريكه، فلشَريكه الحق أن يأخذ هذه الحصة من المشتري – الذي صار شريكاً جديداً له – بغير رضاه، بمثل الثمن الذي دفعه وهذا خلاف الأصل الثابت في التملك شرعاً: أن يكُون برضا المالك. وسُميَ هذا الحقُ شفعةً، لأن الشريكَ يضم به نصيب َشريكه الى نصيبه) (4)، انتهى.

ومن هذا المثال يعلم جواب الشق الثاني من السؤال، وهو: أن الشفعة ليست لازمة للشفيع، ولكن إذا طالب بحقه لزم الطرف الثاني الإذعان، لأن الطرف الأول (الشفيع) هو صاحب الحق، ويثبت له حقه شرعاً، ولذلك شروط، منها: أن يبادر بطلب الشفعة، ولا يتأخر، إلا إذا حال بينه وبين المبادرة سفر وغاب عنه واقع الحال، فمتى علم أشهد على مطالبته بحقه، ووكل في بلده من ينوب عنه في المطالبة، إن لم يحضر هو بنفسه، وفي كتب الفقه تفصيل وصور أخرى كثيرة.

هذا، فعلى المسلم أن يتفقه في دينه، ويعرف ما له وما عليه من الحقوق والواجبات، حتى لا تضيع حقوقه، والله تعالى الموفق والهادي سواء السبيل.

الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

هو الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب عالم إسلامي من علماء اليمن، مواليد شبام – حضرموت 1976م

نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية .(AMU)

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…

كان مديرَ المطبوعات في دار الفقيه، ونائبَ مدير العلاقات الثقافية بجامعة الأحقاف سابقاً، ومساعدَ شؤون الموظفين في شركة عطية للحديد سابقاً، وباحثاً في مركز السنة التابع لمؤسسة دلة البرك، وباحثاً في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة

وهو الآن باحث في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويقوم بالتدريس التقليدي بطريقة الإجازة في دار الفقهاء تركيا، ويشرف على القسم العربي بمعهد نور الهدى العالمي (seekersguidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول

من مؤلفاته: جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي، وإسهامات علماء حضرموت في نشر الإسلام وعلومه في الهند، وحدائق النعيم في الفقه الشافعي،  بالإضافة إلى تحقيق عدد من الكتب الفقهية والتاريخية وفي فن التراجم والأثبات (الأسانيد)

الهوامش:
1- الهيتمي، المنهج القويم: ص 596؛ الرملي، غاية البيان: 2/ 687.
2- صحيح البخاري، حديث رقم 2213.
3- الفقه المنهجي: 7/ 9.
4- المرجع السابق.