ماهو السفر المبيح للفطر وما شروطه؟

 يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

السؤال

ماهو السفر المبيح للفطر وما شروطه؟

الجواب

بسم الله والحمدلله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد؛ فإن السفر كما ورد في الحديث الصحيح عند الشيخين: “قطعة من العذاب”(1). لأن السفر فيه معاناة مفارقة الأهل والأحباب، الى ما ينال المسافر من المتاعب في الحط والترحال، ولأجل هذا، فقد خفف الشارع الحكيم عن المكلفين الكثير من أحكام العبادات، لرفع العنت والمشقة.

ومن الأحكام التي خففت على المسافر، وجوب الصوم، فجوز الشرع للمسافر أن يفطر قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184].

وللسفر المبيح للفطر شروط:

الأول:

أن يكون سفراً طويلاً، وهو مرحلتان فأكثر بسير الأثقال، وقد حددته دار الإفتاء المصرية بمسافة 89 كيلومتراً بقياسات اليوم(2). فخرج السفر القصير فلا يجوز الترخص فيه.

الثاني:

أن يكون السفر مباحاً، لم ينشأ لمعصية.

الثالث:

أن ينشأ السفَر قبل الفجر، أي بأن يفارق العمْران قبل طلوعِ الفجر، وإلا عُدَّ مقيماً، تغليباً للحضَر. قال الشيخ سعيد باعشن في (بشرى الكريم): “فإن سافر قبلَ الفجر جاز له الفطرُ، ولو بعدَ نية الصوم، وإن نوى ليلاً، فقد صحَّ أنه صلى الله عليه وسلم أفطَر بعد العصر في رمضان في سفَرٍ بقدَحِ ماءٍ، لمّا قيل: إن الناس يشق عليهم الصوم(3)، ولوجود سببِ الترخيص”(4).

فهذا حكم الفطر في السفر باختصار وإيجاز، على المذهب الشافعي، وهو قول أكثر المذاهب، إلا الحنابلة فعندهم قول بجواز الفطر في السفر ولو أنشئ بعد الفجر في أي وقت من النهار ولو بعد الزوال، فليكن المسلم على بصيرة من أمور دينه، ولا يهجم على العبادة إلا بعد التيقن والبحث والسؤال، والله الموفق والمعين.

الهوامش:

1- صحيح البخاري، حديث رقم 1804، صحيح مسلم، حديث رقم 1927.

2- ينظر فتوى الدار على هذا الرابط: https://www.dar-alifta.org/ar/ViewResearchFatwa/ المسافة التي يجوز للمسافر الترخص فيها ومدة الترخص

3- صحيح مسلم، حديث 1114.

4- باعشن، شرح المقدمة الحضرمية المسمى بشرى الكريم بشرح مسائل التعليم: ص 559.

[الشيخ] الدكتور محمد أبو بكر باذيب

 

هو الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب عالم إسلامي من علماء اليمن، مواليد شبام – حضرموت 1976م

نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية .(AMU)

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…

كان مديرَ المطبوعات في دار الفقيه، ونائبَ مدير العلاقات الثقافية بجامعة الأحقاف سابقاً، ومساعدَ شؤون الموظفين في شركة عطية للحديد سابقاً، وباحثاً في مركز السنة التابع لمؤسسة دلة البرك، وباحثاً في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة

وهو الآن باحث في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويقوم بالتدريس التقليدي بطريقة الإجازة في دار الفقهاء تركيا، ويشرف على القسم العربي بمعهد نور الهدى العالمي (SeekersGuidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول

من مؤلفاته: جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي، وإسهامات علماء حضرموت في نشر الإسلام وعلومه في الهند، وحدائق النعيم في الفقه الشافعي،  بالإضافة إلى تحقيق عدد من الكتب الفقهية والتاريخية وفي فن التراجم والأثبات (الأسانيد)